غزة/ مها شهوان
اختار أطفال غزة كسر الحصار الذي يفرضه الاحتلال عليهم بطريقتهم الخاصة، فقد غطت الطائرات الورقية الملونة التي صنعتها أيديهم الصغيرة سماء غزة وكتبوا عليها: ’أمن’ و’حرية’ و’الحق في الحياة’ و’الحق في اللعب’.
شعارات خطها خمسة آلاف طفل وزهرة على طائراتهم قبل أن يطلقوا لها العنان لتحلق في أفق غزة على أمل أن يتنسموا الحرية في السماء بعد أن فقدوها في واقعهم.
و قد قسم المنظمون مساحة شاسعة من الأرض في أقصى شمال القطاع بعدما كانت مهجورة إلى مربعات أشبه بلوحة شطرنج وزع فيها الأشبال والزهرات على شكل مجموعات منفصلة.
وبدت المنافسة بين الأطفال في من يُظهر جمال طائرته الورقية أو حجمها الكبير، فمنهم من زينها بزخارف ملونة ومنهم من طبع عليها علم فلسطين.
وفي الوقت الذي أعلن فيه منسق الاحتفال زاهر هنية عبر مكبر الصوت عن بدء إطلاق الطائرات الورقية حتى سارع المشجعون بالتصفيق والتهليل ، إلى أن انتهى الحفل حتى أعلن المنسق مجددا تحطيم أطفال قطاع غزة للرقم القياسي لإطلاق الطائرات الورقية .
وقال هنية :"لقد تخطينا الرقم القياسي في موسوعة غينيس وهو 710 طائرات ورقية حققتها ألمانيا في عام 2006".
وفي الوقت ذاته تواجد في المهرجان ما يقارب 150 مراقبا فلسطينيا اختارتهم مجموعة "غينيس العالمية للأرقام القياسية كمراقبين للحدث قبل المصادقة عليه.
الاحتفال كان وسط حشد كبير جاء لتشجيع هؤلاء الأطفال إضافة إلى العشرات من عدسات الكاميرات التي واكبت الحدث لتنقله عبر الفضائيات ليرى العالم صمود أطفال غزة المحاصرة وأنهم استطاعوا أن يدخلوا موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية .
وتحدث جون كنغ مدير عمليات الأونروا في غزة في كلمة له إيذاناً ببدء الفعالية:" إن أطفال غزة سيحطمون الرقم القياسي بالرغم من أنهم يعيشون تحت الحصار".
وأضاف كنغ أن هؤلاء الأطفال يحلقون بطائراتهم الورقية في سماء غزة كنداء بضرورة إنهاء الحصار، مبينا ضرورة العمل على كسر حصار غزة كي تتحرر قدرات المواطنين لاسيما الأطفال ليتمكنوا من إبراز إمكانياتهم الرائعة.
وأكد أن هؤلاء الأطفال سيتمكنون من تحطيم أرقام قياسية عالمية في مجالات أخرى لو أتيحت لهم الفرصة بفك الحصار عنهم.
والجدير بالذكر أن شاطئ بيت لاهيا الذي أقيم عليه الاحتفال كان قد خيم عليه السكون خلال الثلاثة سنوات الماضية بعد أن سحقت البحرية الإسرائيلية عائلة الطفلة هدى غالية بقتل سبعة من أفراد أسرتها وذلك في حزيران يونيو 2006.
فهؤلاء هم أطفال القطاع وقفوا متحدين الحصار ليرسلوا رسالة للعالم اجمع بأنهم لازالوا قادرين على تحقيق العديد من الانجازات رغم الحصار والإمكانيات البسيطة.