أصدر مجلس الأمن الدولي بيانا دان فيه الإجراءات الأحادية المستمرة التي تتخذها جماعة الحوثي، وقال إنها تقوض الانتقال السياسي في البلاد وتعرض أمنها للخطر، في حين طالب مندوب اليمن بالأمم المتحدة المجلس بمواجهة ما سماها المطامع الإيرانية في بلاده.
واستنكر المجلس في جلسة طارئة عقدها مساء اليوم بدعوة من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عدم التزام الحوثيين بالقرارات الدولية التي دعتهم إلى إخلاء المقرات الحكومية، ودعا كل الأطراف في اليمن إلى الالتزام بالمبادرة الخليجية وآليات تنفيذها.
وأكد المجلس استعداده لاتخاذ مزيد من التدابير ضد أي طرف في حال عدم تنفيذ قراراته، مؤكدا دعمه جهود مجلس التعاون الخليجي في عملية الانتقال السياسي، ورحب بالدعوة إلى الحوار في العصمة السعودية الرياض.
وأكد البيان على شرعية الرئيس هادي، ودان الغارات الجوية التي استهدفت القصر الرئاسي في عدن والهجمات الانتحارية في صنعاء وصعدة.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن جمال بن عمر في كلمة مصورة أمام المجلس إن اليمن على مشارف حرب أهلية، وإن الحوار هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة، واصفا الرئيس هادي والحوثيين بأنهما طرفان مهمان في أي حل.
وأكدت مندوبة قطر الدائمة في الأمم المتحدة علياء أحمد آل ثاني أن مجلس التعاون الخليجي يرفض إجراءات الحوثيين. ودعت مجلس الأمن إلى اتخاذ إجراءات بموجب الفصل السابع بحق معرقلي تنفيذ القرارات الدولية في اليمن.
وقد عقد مجلس الأمن جلسته بعد أن سيطرت جماعة الحوثي على أجزاء من مدينة تعز جنوبي البلاد، من بينها مطار المدينة، وحركت عشرات الدبابات وناقلات الجنود نحو ضالع وعدن.
وأفاد مراسل الجزيرة في نيويورك بأن العمل الدبلوماسي الجاري حاليا يهدف إلى الخروج بقرار من مجلس الأمن في الأيام المقبلة، وأن بعض الدول تسعى إلى أن يكون للقرار بعض الآليات التنفيذية لدعم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من أجل وقف المد الحوثي على الأرض.
وأشار المراسل إلى أن مجلس الأمن ينوي فيما يبدو تغيير رؤيته للعمل في اليمن التي كانت تتمثل في "إيقاع بطيء، غير مستفز" ظهر في جهود المبعوث الأممي بن عمر.
وأشار في هذا الصدد إلى العقوبات التي وصفت بالناعمة التي فرضها المجلس من خلال لجنة العقوبات الخاصة باليمن والتي استهدفت شخصيتين من جماعة الحوثي دون زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، كما استهدفت الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح دون ابنه أحمد قائد الحرس الجمهوري السابق.
وعقد مجلس الأمن جلسته بعد دعوة من الرئيس هادي إلى التدخل وتفعيل العقوبات وإصدار قرار يلزم الحوثيين وحلفاءهم "بوقف عدوانهم" على كل المحافظات، خصوصا عدن، بموجب الفصل السابع.
وفي رسالة موجهة إلى رئيس وأعضاء المجلس، قال هادي إن "ما وقع من اعتداء على عدن يوم الخميس الماضي هو عدوان موجه ضد الشعب اليمني والشرعية الدستورية"، في إشارة إلى قصف طائرات حربية تابعة للحوثيين مناطق في مدينة عدن.