قائمة الموقع

حماس بعد رحيل مؤسسها.. محطات من التحديات والمواجهة

2015-03-23T07:52:31+02:00
thumb (1)
الرسالة نت- محمود هنية

دخلت حركة المقاومة الإسلامية حماس، في معترك جملة من التحديات والعقبات التي برزت بعد رحيل مؤسسها الشيخ أحمد ياسين وعدد من قادتها السياسيين والعسكريين، سيما في ظل المتغيرات المحلية والدولية بعد مشاركة الحركة في النظام السياسي الفلسطيني.

وشهدت البيئة السياسية جملة من المتغيرات شكّلت منعطفًا خطيرًا في المسار السياسي للحركة، وأخرى أسهبت في رسم معالم الخارطة وتشكيل بنيتها وحواضنها السياسية، وشكلّت مرتكزًا في طبيعة أداء وموقع حماس على كافة المستويات والمواقع المحلية منها والإقليمية والدولية.

الدكتور محسن صالح رئيس مركز الزيتونة للدراسات، لخصّ التحديات التي واجهتها الحركة عقب استشهاد مؤسسها في أربعة محاور، أهمها التحدي المتعلق بإدارة مشروع المقاومة والحفاظ على ديمومته في ظل المخططات الدولية بالمنطقة التي رسمت آنذاك وكان من بينها خارطة الطريق.

وقال محسن لـ: "كان هنالك استحقاق مرتبط بخارطة الطريق لدى السلطة وقيادة المنظمة الهادف لإنهاء الانتفاضة وتقويض المقاومة، ما استدعى وجود تحد كبير يتعلق بمدى إمكانية رعاية المقاومة وضمان استمراره، خاصة في ظل البيئة السياسية التي أخذت بالتغير".

وبين أن من التحديات التي برزت كان فوز حماس في الانتخابات وكيفية دخول النظام السياسي وإدارة مشروع السلطة، وما نشأ عنها من إشكالية الجمع بين المقاومة والسلطة، فضلًا عن تحدي الانقسام الذي شكل منعطفًا مهمًا في إدارة المرحلة المحلية.

ونشأت بعد ذلك تحديات أخرى ارتبطت بتغيير البيئة الإقليمية واندلاع الثورات العربية، وهو الامر الذي أوجد الحركة في دائرة الصراع الأبرز المتعلق بإدارة العلاقة مع المحاور المختلفة في المنطقة.

محسن، أكدّ أن ما تمتعت به الحركة من ديناميكية وليونة وتماسك في الوقت ذاته، أكسبها مقدرة أكبر على التعاطي مع هذه التحديات، موضحًا أن الخلاف بين إدارة المرحلة الحالية وعهد الشيخ ياسين، تمثل في المتغيرات الديناميكية والآليات والخطاب السياسي كونه مرن بطبعه وقابل للتعامل مع الأوضاع والتحديات والظروف المختلفة، بينما بقيت الاستراتيجيات ثابتة.

أمّا عن طبيعة التحديات الإقليمية الناشئة، فقال إن هذه المتغيرات متداخلة والبيئة الوازنة ما زالت متحركة بين الثورات القائمة والأخرى المضادة، معتقدًا ان المنطقة في حالة إعادة تشكل وسيولة ولم تثبت بعد، معتقدًا وجود انحسار لدى الموجة المضادة.

وفي ظل الحديث عن المتغيرات الإقليمية الجارية في العلاقة مع حماس، استبعد محسن حدوث متغير سريع في العلاقة بين السعودية والحركة، لكنه توقع أن ينجم عنها تقارب بما يعزز من موقع حماس كطرف فلسطيني أساسي لدى السعودية، وأن يتوقف الموقف السلبي الشديد من المملكة تجاهها.

وأشار إلى طبيعة المرونة والذكاء في إدارة العلاقة لدى الحركة مع المحورين الإيراني والسعودي في فترات سابقة، وهو ما مكّن الحركة من تجاوز الخلافات القائمة بين قوى المنطقة، معتقدا إمكانية ان تتجاوز الحركة في علاقاتها حالة التباين القائمة بين السعودية وايران.

تحديات أخرى وقفت في طريق الحركة أعاد بعضها جدلية العلاقة بين الايدلوجيا والفكر الإسلامي من جانب والممارسة السياسية من جانب آخر.

وطفا على السطح تحد تمثل بتعقيدات وتطورات الخطاب السياسي لدى الحركة، إذ أن الشيخ ياسين فتح الآفاق أمام التعامل مع المجتمع الأوروبي الذي عزف بداية عن الحديث مع الحركة، لكن هذا الامر طرح سؤال حول ميثاق الحركة ومدى موائمته لطبيعة المرحلة الراهنة.

حماس اكدت على لسان قادتها أن هذا الميثاق يشكل حالة أدبية لدى الحركة، لكنه بات مرفقًا ببرنامج سياسي متفق عليه يتواءم مع معطيات المرحلة ويتفق مع تطوراتها.

ومن بين التحديات التي استطاعت الحركة التغلب عليها كما يرصدها الباحث والمحلل السياسي الدكتور اشتياق حسين، انتقال حماس من ردة الفعل الى الفعل في مجابهة الاحتلال، وقد تمثل ذلك برأيه في تغيير فلسفة المواجهة مع العدو عبر امتلاك زمام المبادرة للحفاظ على 3 أبعاد وهي الإصلاح الداخلي عبر تولي "الحكومة"، واستمرار العمل العسكري عبر كتائب القسام والثالثة تتمثل في الحفاظ على الحكم بغزة حتى وإن تنازلت عن الحكومة.

وأخيرًا فإن الحركة سلمت الحكومة عقب اتفاق الشاطئ، لكنها بتأكيد المراقبين، وإن سلمت اداريًا فهي لديها المقدرة في الحفاظ على ما حققته خلال فترة حكمها سيما فيما يتعلق برؤيتها للعقيدة الأمنية التي رسختها لدى أجهزة الامن بغزة، والعقيدة السياسية المتمثلة بإدارة العلاقة مع الاحتلال، واخيرًا العقيدة الاجتماعية والتي رفضت خلالها احداث تطبيع معه.

اخبار ذات صلة