حذارِ من دخول "المعسكر الصهيوني" حكومة نتنياهو

رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو
رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو

بقلم: اوري سبير

هذا ليس لأننا لم يتم تحذيرنا من الرجل الذي فاز في الانتخابات بنفسه وبجلال قدره.

هذه المرة حظينا بنتنياهو من غير قناع، المعارض لحل الدولتين والمعادي لكل الزعماء العرب والمحتضن للمستوطنات من اجل مشروع الدولة ثنائية القومية والخصم السياسي لحليفه الأساسي اوباما. وكذلك المتخاصم مع دول الاتحاد الاوروبي التي اتهمها بالتدخل لإسقاطه، والعنصري تجاه العرب، الزعيم الذي لديه قيم غير ديمقراطية سواء بالنسبة للمحكمة العليا أو بالنسبة للصحافة الحرة، والرأسمالي الكبير، حسب اقوال كحلون، بدون رأفة اجتماعية، والمبذر على حساب أموال الجمهور.

سيقيم حكومة مع شركائه الوطنيين والطبيعيين، الكولونياليين من «البيت اليهودي»، ثيوقراطيي «شاس»، «اغودات اسرائيل» وعنصرية ليبرمان. هذه المرة يمينية نقية. مع قيم كهذه وسياسات كتلك، من السهل توقع ما ينتظر إسرائيل في ولاية بيبي الرابعة.

 في هذه الظروف فان انتفاضة ثالثة هي مسألة وقت. ستقوى «حماس» استعدادا لمواجهة اخرى، الفلسطينيون سيحصلون على الدعم من المجتمع الدولي في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، والدعم في مجلس الأمن في موضوع الدولة الفلسطينية والمستوطنات (أحيانا من غير فرض الفيتو الأميركي). مصر والأردن ستضعان علامات استفهام حول اتفاقيات السلام معنا على ضوء معارضة الحكومة لاقامة الدولة الفلسطينية.

المقاربة القائلة بأن الاسلام المتطرف سيدخل الى الضفة الغربية، ستتحول الى نبوءة تجسد ذاتها. الولايات المتحدة ستبتعد عنا بصورة تُعرض العلاقات الاستراتيجية للخطر. الاتحاد الأوروبي سيبادر الى بذل جهود دولية من اجل اقامة الدولة الفلسطينية. ومع رفض اسرائيل سيتم توسيع مقاطعة الشركات الاسرائيلية التي تعمل خلف الخط الاخضر.

«المقاطعة الاقتصادية لاسرائيل» ستتحول الى مفهوم جديد في القاموس الدولي. في الموضوع الايراني ستتحول اسرائيل دولة معزولة تماما في كل ما يتعلق بالاتفاق العتيد وتنفيذه.

في المجال الداخلي يتوقع حدوث ازمة ديمقراطية. الأقلية العربية ستشعر بالاضطهاد، وبحق، وستتمرد. الموضوع الفلسطيني سيغزو الخط الاخضر مع تداعيات ستعرض هويتنا كدولة يهودية للخط.

المؤسسات التي تحمي الديمقراطية ستكون واقعة تحت النيران السياسية. اموال اليمين ستشتري وسائل اعلام، وسن قانون لإضعاف قوة محكمة العدل العليا سيحظى بدعم رئيس حكومة يميني متطرف.

الالتزام بالفرائض اليهودية سيغزو حياتنا بصورة أكبر، إقصاء النساء سيتحول الى أمر أكثر شرعية، في الاقتصاد سيتم القيام باصلاحات من قبل كحلون، لكن الرياح السائدة ستستمر في سحق الطبقة الوسطى والفقيرة. إن سلب الشرعية الاكثر خطرا سيكون من نصيب المعارضة.

اليسار سيوصف بأنه عدو الأمة ومتعاون مع كارهي اسرائيل. كل هذا يبدو غريبا جاء من فترات ظلامية في التاريخ العالمي. كما أننا نتوقع استمرار التلوث من قبل دعاية غوغائية ضد عدو الأمة، من الداخل والخارج، وكأنه فقط بيبي يستطيع مواجهته.

اذا نفذ رئيس الحكومة تعهداته الانتخابية فان اسرائيل ستكون معرضة للخطر في كل مجالات حياتها وفي جوهر هويتها.

يمكن أن السياسي نتنياهو سيضع ورقة تين من الوسط واليسار من اجل تبييض سياسته، وفي الاساس تجاه الأميركيين. من المحظور على المعسكر الصهيوني ويوجد مستقبل الموافقة على ذلك. يجب أن نُمكن نتنياهو وشركائه الطبيعيين من مواجهة وقائع الحياة، على طريقتهم، حيث إن الشركاء من خارج المعسكر القومي يتحولون مع الوقت الى كبش الفداء. الشعب قال كلمته، ويبدو أنه يستحق ذلك.

معاريف

البث المباشر