قائد الطوفان قائد الطوفان

بعد لقاء موسى بمشعل في دمشق

هل تخترق"الجامعة"الفيتو الامريكي والاحتكار المصري للمصالحة ؟

                              رضوان: هناك رغبة في تحريك عجلة المصالحة

                               زكي: لا يجوز تسييس وتكييس التدخل العربي

                               رزقة: مصلحة فلسطينية أولاً و عربية ثانياًَ

                              خريشة: المصريون يعتبرون المصالحة حكراً عليهم

غزة - فايز أيوب الشيخ-الرسالة نت                                               

لأول مرة يرتفع مستوى التدخل العربي في ملف المصالحة الفلسطينية إلى أعلى مستوياته، بعد الطابع الرسمي الذي صاحب زيارة أمين جامعة الدول العربية عمرو موسى لمكتب حركة حماس في دمشق والاجتماع بقيادتها السياسية.

وكان عمرو موسى التقى الاثنين الماضي، خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وأعضاء من المكتب السياسي في العاصمة السورية دمشق،  وتناول اللقاء الذي دام قرابة الساعة والنصف الوضع الفلسطيني والمصالحة وانتهاكات "إسرائيل" المستمرة.

تفهم لمواقف حماس

وأكد القيادي بحركة حماس الدكتور إسماعيل رضوان،  أن أمين جامعة الدول العربية  تفهم موقف حماس تجاه عدة موضوعات، لاسيما ملاحظاتها على الورقة المصرية، واصفاً اللقاء بـ"الإيجابي وتم الحديث بصراحة ".

 وأشار رضوان لـ"الرسالة نت"، إلى أن هناك رغبة في تحريك عجلة المصالحة، معتبراً أن عمرو موسى حينما يتحرك من المؤكد أن لهذا التحرك "طابع رسمي يهدف إلى حل الإشكاليات العالقة و تقريب وجهات النظر بين الفلسطينيين".

ولفت رضوان  أنها درجت العادة حينما يأتي الأمين العام إلى دمشق فإنه يجتمع بقادة حركة حماس ويستمع منهم إلى مواقفهم تجاه القضايا المختلفة، منوهاً أن  جهد موسى "يأتي ربما استكمالاً لتكليف اللجنة العربية والتي هي برئاسة ليبيا لحمل عدة ملفات خاصة بالقمة العربية ومن هذه الملفات الملف الفلسطيني بكل تشعباته ".

وأوضح رضوان أن حركة حماس أكدت لأمين عام الجامعة العربية حرصها على إنجاز المصالحة الوطنية، قائلاً "تم الحديث عن موضوع المصالحة والعقبات التي تواجهها وتم وضع السيد عمرو موسى في صورة الحراك العربي الذي تم بين يدي القمة العربية وموقف الحركة تجاه كل هذه الجهود ، مع التأكيد بالترحيب بأي دور عربي داعم للجهد المصري ومساند له لاستعادة الوحدة الوطنية".

وأضاف رضوان: "تم التباحث في عدة ملفات فلسطينية خاصة بعد التصعيد الصهيوني والقرار بتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية، ومخاطر هذا القرار وضرورة تحرك جامعة الدول العربية للجم هذا العدوان المستمر لإفراغ الأرض من أصحابها الشرعيين واستبدالهم بالصهاينة المستوطنين وتغيير المعالم الديمغرافية في القدس والضفة الغربية لصالح المشروع الصهيوني".

تدخل عربي طبيعي

وفي تقييمه للزيارة، نوه عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي، أنها  تأتي من جهة عمرو موسى "لرأب الصدع الفلسطيني باعتبار أنه ليس بالأمر الطبيعي أن يترك العرب القضية الفلسطينية في ظل هذا الانقسام الخطير" .

وقال زكي في حديثه لـ"الرسالة نت" :"كل مسئول عربي يلتقي القادة الفلسطينيين يتحدث لهم عن ضرورة التوحد باعتبار ذلك الواجب الأول عليهم والقوة التي يمكن بها مواجهة التحديات الجديدة" .

وأضاف:" أي مسئول عنده ضمير يرى الفلسطينيين ويلتقي بهم سواء بعباس  أو بمشعل أو أحمد جبريل يجب أن يحثه على الوحدة"، مشيراً إلى أن المشكلة لدى القادة العرب تكمن في كيفية توحيد الفلسطينيين.

ونفى زكي أن يكون متابعاً عن قرب التطورات بما يتعلق بالمصالحة، لكنة أكد أن القضية الفلسطينية هي قضية كل عربي حر وشريف وكل أممي مؤمن بحقوق الإنسان وبالقضايا العادلة والتحرر.

وشدد على أنه لا يجوز تسييس وتكييس التدخل العربي لدى الطرفين المنقسمين-فتح وحماس- على أنه انتصار لهذا البلد أو ذاك ، قائلاً:"القضية أخطر بكثير مما نتوقع ويكفي أن دولة الاحتلال تريد أن تنفذ ترانسفير وتطهير عرقي في الضفة الغربية ".

جهود عربية مشتركة

وفي نظرة تحليلية لنتائج لقاء موسى بقيادة حماس، أكد الدكتور يوسف رزقة المستشار السياسي لرئيس الوزراء، أنه من الضروري وضع الزيارة في السياق العام الذي انتجته القمة العربية في مدينة سرت الليبية، لافتاً أنه بالرغم من أن القمة لم تتحدث في بيانها الختامي كثيراً عن المصالحة الفلسطينية إلا أنها تركت البحث فيها للأمانة العامة إضافة إلى موضوع رابطة دول الجوار كي يتم إنضاجها والحديث فيها لاحقاً في القمة الاستثنائية التي من المنتظر أن تعقد في شهر سبتمبر من العام الجاري . 

وأشار رزقة في حديثه لـ"الرسالة نت"، إلى أنه سبقت القمة جهود ليبية وزيارة مشعل للمملكة العربية السعودية ولقاء وزير خارجيتها وكذلك زيارة قطر ولقاء أميرها، ما يعني بالتأكيد أن كل هذه  الزيارات تركز الحديث فيها حول ملف المصالحة الفلسطينية باعتبارها مصلحة فلسطينية أولاً ومصلحة عربية ثانياً.

وشدد رزقة على أن العقبة أمام تحقيق النجاح في المصالحة لا يكمن في النظام العربي نفسه بقدر ما يكمن في التدخلات الأمريكية والصهيونية التي وضعت فيتو على المصالحة وهددت سلطة رام الله بأنها بالمصالحة تدخل في دائرة الحصار المفروضة على قطاع غزة، منوهاً أن التدخلات الأمريكية والصهيونية أحيت شروط الرباعية الأوروبية السابقة بالاعتراف بالكيان الصهيوني وما يتعلق بالبرنامج السياسي.

 وأشار إلى أن العقبة أمام المصالحة وإن  بدت للرأي العام أنها فلسطينية مصرية أو حمساوية مصرية إلا أنها في الحقيقة أزمة فرضها التدخل  الأجنبي في الملف الفلسطيني على الأطراف، لافتاً أنه من المعلوم أن النظام العربي لا يستطيع مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية وأجندتها في هذا الظرف الذي يحياه العالم العربي والقضية الفلسطينية.

المصالحة حكر على مصر

أما النائب المستقل الدكتور حسن خريشة،  اعتبر أنه بإمكان عمرو موسى أن يلعب دوراً هاماً على طريق تحقيق المصالحة ، ولكنه استدرك قائلاً "لكن يبدو أنه لا أحد في الساحة العربية مخول بأن يأخذ الدور المصري لأنه أصبحت هناك حساسية لدى القاهرة بتدخل طرف عربي أياً كان هذا الطرف بما فيهم جامعة الدول العربية".

 وقال لـ"الرسالة نت":" المصريون يعتبرون أن المصالحة حكراً عليهم (..)ونحن لا نلمس أي جهود بذلت في هذا الإطار وكتب لها النجاح" ، مضيفاً:"أن القرار ليس عند مصر ولا الجامعة العربية، فالقرار أبعد من ذلك ومتعلق  بالتدخلات الأجنبية".

وتابع خريشة:" المطلوب في ظل القرارات الجديدة والترانسفير والتضييق أن يتخذ أحد الأطراف مبادرة حتى لو كانت على حسابه من أجل إنهاء حالة الانقسام وسوف تحسب له ولن تحسب عليه".

 

 

 

البث المباشر