كشفت اعترافات جديدة قدمها جنود في الجيش الإسرائيلي عن محاولة مقاتلي الجناح العسكري لحماس "كتائب القسام" أسر جندي إسرائيلي عبر كمين واشتباكات عنيفة في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة ابان الحرب الأخيرة الصيف الماضي.
وجاءت اعترافات الجنود الإسرائيليين خلال تكريم قيادة الجيش الإسرائيلي لعدد من جنود "لواء النحال" الذين وقعوا في كمين للقسام في بيت حانون وخاطروا بحياتهم لمنع أسر المقاومة الفلسطينية أحد الجنود.
واعترف ضباط ومسئول فصيل في وحدة نحال يدعى "جلعاد يسترنك" بمحاولة مقاتلي حماس خطف جثة أحد الجنود من أمامهم حينما كان ومجموعة من الجنود في أزقة بيت حانون.
وقال يستروك "كنا في أحد الأزقة وكان برفقنا أربعة أفراد من وحدة (يهلوم) كانوا يستعدون لتفجير عبوات مزروعة في الشارع، وقبل تفجيرها ببرهة أُطلقت عليهم قذيفة مضادة للدروع ما أدى لإصابتهم بجراح وقتل أحدهم فوراً وهو (يغال يسون)".
وأضاف: "بعد إطلاق القذيفة انهال علينا إطلاق النار من كل مكان كأبواب جنهم، أُطلق علينا الرصاص الخفيف والقذائف المضادة للدروع والقنابل اليدوية".
وأشار إلى أنه بعد برهة قصيرة لاحظ جنديين من وحدته ملقيان تحت البوابة الحديدة فزحف باتجاههم وأزالها عنهم، لافتاً إلى أنه ألقى ثلاثة قنابل يدوية على المقاومين وأعلن عبر جهاز اللاسلكي عن وجود إصابات كثيرة في المكان.
ولفت الضابط يسترونك إلى أن مقاتلي "حماس" بدئوا بالالتفاف حول المكان، شاهد اثنين منهم يقتربان من الجنود فأطلق عليهم القنابل والرصاص دون أن يدري ما حل بهم.
وأضاف: "بعد خمسة دقائق وصل للمكان الضابط يوغاف أوفير الذي قتل الجندي بعدما أصيب بطلق ناري، فيما بدأ مرافقه بإنقاذ الجرحى إلا أنه أصيب خلال الاشتباك".
وبين أنه بدأ بعدّ الأفراد لديه خوفاً من أسر أحدهم، وخلال ذلك لاحظ وجود جثة الجندي في يهلوم "غال يسون" ملقاة في الشارع وحاول أحد الجنود سحبها لكن لم يستطع بسبب كثافة النيران.
وتابع "شاهدت مجموعة من المقاتلين تحاول الاقتراب من الجثة، ما دفعني للمناداة على الجندي بأن يسحبه من قدميه قبل خطف الجثة، فسحبها وبدأنا ننسحب وحينها ألقيت علينا قنبلة".
من جهة أخرى يصف ضابط في وحدة النحال "بنيف هرتمان" الكمين الذي وقع فيه قائلاً: "في يوم الجمعة 25 يوليو كنا 70 جنديًا على ثلاث مجموعات في ثلاثة منازل متجاورة، فجأة سمعنا انفجاراً ضخماً في باب الغرفة التي كنا فيها وعليه سقط جنديين من المجموعة التي كنت فيها وبعدها بدأت النيران تنهمر علينا من كل اتجاه".
ولفت إلى أن الانفجار تسبب بخلع أحد الأبواب الحديدية التي طارت باتجاه الجنود وملأت الجو غباراً وجعلتهم لا يرون شيئاً، مشيراً إلى مقاتلي "حماس" أطلقوا قذيفة هاون على المكان ما تسبب بإصابة جندي يدعى "غال غانون".