بعد أن شوهت آلة الحرب الإسرائيلية جمال بلدة "خزاعة" على حدود خانيونس الشرقية، في عدوانها الأخير على غزة،حاول فنانون تشكيليون على إعادة جزء من ذاك الجمال بإحيائهم ذكرى "يوم الأرض" بين أنقاض منازل البلدة المنكوبة.
عددٌ من الفنانين التشكيليين اجتمعوا من مناطق القطاع وأطلقوا العنان لخيالهم وريشتهم للرسم والتشكيل على القطع القماشية التي تراصّت على جدران المنزل المتهالك في "خزاعة"، ليجسّدوا لوحات صمود وتمسكٍ بالحق الفلسطيني، وتأكيدًا على أن الأرض ستبقى عامرةً بـأهلها.
الفنان غسان حمّاد مؤسس منتدى الفن التشكيلي –منظم الفعالية- قال لـ ، إن الفعالية جاءت بعد عقد ورشة عمل مسبقة بهدف احياء يوم الارض من خلال الفن التشكيلي، "حيث تم التحضير لرسم لوحات كبيرة تجتمع لتكون جدارية تعبر عن التمسك بالأرض الفلسطينية".
واحتوت اللوحات التي خطها الفنانون على رسوماتٍ تعبر عن الوطن متمثلًا في شجرة الزيتون والمرأة الفلسطينية والبيوت القديمة، وتركزت على الصمود في الأرض والقدس والمحافظة على التراث الشعبي الفلسطيني.
ويضيف حمّاد من وسط اللوحات التي انتشرت في كل زاوية من المنزل المدمر، أن الفنانين الفلسطينيين يعبرون عن تمسكهم بأرضهم ووقوفهم بجانب أبناء وطنهم من خلال ما يمتلكونه من لوحات وفنٍ يشهد اهتمامًا واسعًا.
المشاركة تشريفٌ للفنان
الفنانة براء العاوور من جهتها، اعتبرت أن مشاركتها في الفعالية طريقة تعبير راقية عن الوطن والأرض، ومثّلت فرصةً لمتابعة تجاربها الفنية فيما ينفع القضية الفلسطينية، ويشاركها بذلك الفنان محمد أبو حسنين بقوله إن لغة الفن تختلف عما تعودنا عليه في المناسبات الوطنية، وهو يمثل الطريقة الحضارية التي يمكن أن تكون أبلغ تأثيرا على العالم الخارجي.
أمّا الفنان خالد نصار فيمسكَ بريشته ليخطُّ لوحة للمرأة الفلسطينية الكادحة التي لم تترك أرضها، ويقول لـ إن الشرف يملأ الفنان بمشاركته في احياء هذا اليوم وهو أقل ما يمكن فعله، "والكل مقاومٌ بما يمتلكه لخدمة قضية فلسطين".
مدير المركز السعودي للثقافة والفنون عصام أبو خليل راعي الفعالية، بدوره، عبّر عن سعادته بنجاح الفعالية ورضا المواطنين في البلدة عن مخرجاتها، معتبرًا أنها تعبير عن حالة التمسك بالأرض الفلسطينية.
وتعمّد الفنانون اختيار بلدة خزاعة المنكوبة أقصى شرق خانيونس مكان الفعالية تأكيدًا منهم أن الدمار الذي ألحقته آلة الحرب (الإسرائيلية) لن تستطيع أن تنزع حب الأرض من قلوب الفلسطينيين.
ويجذب الفن التشكيلي في غزة، المهتمين والمتضامنين مع القضية الفلسطينية من خلال أعمال عشرات الفنانين من الجنسين والذين تجمعهم مراكز فنية مهتمة.