قائد الطوفان قائد الطوفان

مؤشرات التطور قائمة

الملف الفلسطيني يتراجع أمام حالة الاشتباك في المنطقة

خلال القمة العربية الأخيرة
خلال القمة العربية الأخيرة

الرسالة نت - فادي الحسني

لقد صدق القائل: إن قُدّر للمعركة القائمة في الخليج أن تطول فابحث عن فلسطين في الصفحات الداخلية للصحف، وأخبار ما بعد الفاصل. لأن ذلك يعني أن القضية ستواجه تراجعا حتميا في ظل حالة الانشغال الإقليمي.

ودخول المنطقة الآن مرحلة جديدة من الصراع الطائفي السني-الشيعي الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن، سيدفع بالملف الفلسطيني إلى الحاشية بعد تقدم سطور محاضر اجتماعات الدول صاحبة النفوذ على المستوى الإقليمي.

ووفقا للمؤشرات القائمة، فإن الحالة القائمة تشي بمزيد من التطورات، خصوصا على ضوء ما يرشح من معلومات عن ايفاد طهران لقاسم سليماني - قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني - إلى اليمن لإنقاذ الحوثيين.

وبالتالي فإن جملة من المراقبين يرون أن الأمور مرشحة للتفاقم على ضوء محاربة التيار السني للمد الشيعي في المنطقة، والذي بدأ يأخذ شكلا عسكريا، على عكس الحالة التي كانت قائمة سابقا على التجاذب السياسي.

وعلى ضوء الحالة القائمة، انقسم الفلسطينيون اتجاه التعاطي مع هذا الملف الذي يستقطب أنظار العالم، ففي الوقت الذي قالت فيه حركة حماس إنها تدعم الشرعية في اليمن وتدعو لاستقراره، أيّد رئيس السلطة محمود عباس العملية العسكرية "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين.

ومؤخرا كانت تشير المعطيات إلى عودة الدفء للعلاقة بين حماس والسعودية بفعل التقارب القطري التركي مع الرياض، لكن حماس نفسها كانت قد شددت في أكثر من محفل أنها لن تكون في جيب أحد، على عكس السلطة التي سرعان ما أعلنت دعمها للتوجه الخليجي ضد المد الشيعي.

هذا التباين في الموقف، قال المحللون السياسيون إنه حتما سيلقي بظلاله على الملف الفلسطيني، خصوصا أن القيادة الفلسطينية تدفع باتجاه معسكر على حساب آخر داعم أيضا للقضية الفلسطينية. 

 ويشير عدنان أبو عامر وهو محلل سياسي، إلى أن الملف الفلسطيني لابد وأن يتراجع على اجندة الدول السنية صاحبة النفوذ في المنطقة حتى تضع المعركة ضد الحوثيين الذين يتبعون إلى الحلف الشيعي اوزارها.

واعتبر أبو عامر أن موقف "حماس" حساس، على ضوء الحلحلة التي احدثتها مؤخرا في العلاقة مع الاقليم خصوصا مع مصر وايران والسعودية، وبالتالي هي واقعة في حيرة من أمرها في ظل حالة الاستقطاب الاقليمي، معتبرا أنه من غير المقبول أن تذهب نحو إيران وهي تعانق تركيا وقطر، وتتقارب مع السعودية، "لأن رحيلها نحو معسكر سيفضي لخسارة دعم الآخر"، كما قال.

فيما يعتبر الكاتب مصطفى اللداوي، أن على الفلسطينيين أن يدركوا أن الورقة الفلسطينية حساسةٌ جداً ولا ينبغي اللعب بها، أو توظيفها أو استغلالها، أو استخدامها في غير مكانها، في إشارة إلى ضرورة النأي بالنفس عن التدخل في شؤون الدول العربية.

وشدد اللداوي على ضرورة أن يقف الفلسطينيون على الحياد فيما يتعلق بالشؤون الداخلية للدول العربية والإسلامية وغيرها، وألا يكونوا جزءاً من أي معادلة داخلية، أو تركيبةٍ طائفية، بما يضمن الحفاظ على حالة التعاطف العربي والدولي مع القضية الفلسطينية.

ولكن مما هو واضح، فإنه في جميع الاحوال لن يحظى الملف الفلسطيني بالاهتمام في الوقت الراهن، سواء كان ذلك متعلقا بتوجه السلطة للانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية أواخر الاسبوع الحالي، أو حتى بإعادة اعمار قطاع غزة وتحسين الفرص المعيشية وتخفيف الحصار.

البث المباشر