قالت مصادر ميدانية وشهود عيان في عدن إن الاشتباكات احتدمت فجر الخميس بالمدينة ومديرياتها في معارك كر وفر، حيث تمكنت المقاومة الشعبية الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من قتل عدد من مسلحي جماعة الحوثي وقوات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، وإجبارهم على التراجع ببعض المناطق.
ونقل مراسل الجزيرة عن شهود عيان أن القوات الموالية لهادي تمكنت من قتل عشرة من مسلحي الحوثي وقوات صالح، كما دمرت ثلاث دبابات تابعة لهم أثناء الاشتباكات العنيفة الدائرة بين الطرفين بمدينة خور مكسر بعدن (جنوبي اليمن).
ووفقا لسكان محليين فقد اشتدت في ساعات مبكرة من فجر اليوم الخميس المعارك الدائرة بين الطرفين، خاصة في مديريات "دار سعد " و"المنصورة"، و"خور مكسر" (شمالي عدن).
كما أكد شهود عيان لوكالة الأناضول أن لجان المقاومة الشعبية التابعة لهادي تمكنت من تكبيد مسلحي جماعة الحوثي خسائر فادحة في العتاد والأرواح بعد معارك ضارية في عدد من مديريات المحافظة.
وأشار مراسل الجزيرة نت نقلا عن مصدر محلي إلى أن المقاومة الشعبية الجنوبية أجبرت قوات صالح والحوثيين على التراجع من مشارف منطقة كريتر بعدن لجولة (دوار) البط ومنطقة عريش على امتداد ساحل أبين (مدخل مدينة عدن من جهة أبين).
وكانت مصادر طبية وشهود عيان قد أكدوا في وقت سابق الأربعاء أن عشرين شخصا -بينهم مدنيون- قتلوا في مواجهات بين قوات موالية للحوثيين وصالح من جهة، وأخرى موالية للرئيس هادي في منطقة خور مكسر.
وقالت المصادر ذاتها، إن المواجهات التي جرت بين الطرفين أثناء تقدم موالين للحوثيين باتجاه القصر الرئاسي بمعاشيق (جنوب شرقي عدن)، أسفرت عن مقتل عشرين شخصا، وإصابة أكثر من سبعين آخرين، بينهم مدنيون. لترتفع بذلك حصيلة اشتباكات الأيام الخمسة الماضية إلى 122 قتيلا ونحو ثمانمائة جريح.
وأكدت مصادر محلية في عدن أن القوات الموالية لصالح وجماعة الحوثي استهدفت منازل للمدنيين في مناطق عدة من عدن، حيث سقط عدد من القتلى والجرحى -بينهم أفراد عائلة سورية- نتيجة قذائف أطلقها الحوثيون، وفق ما أفادت به مصادر خاصة للجزيرة.
وكانت القوات الموالية للحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح معززة بالدبابات تمكنت من اقتحام منطقة خور مكسر (وسط عدن)، حيث أشارت مصادر إلى أنها سيطرت على معظم شوارع المنطقة بعد قصفها في وقت سابق، وتقدمت في رتل دبابات إلى خور مكسر.
وعلى صعيد الوضع الإنساني، قالت مصادر بالمدينة إن مستشفيات عدن تشهد كارثة إنسانية بسبب القصف المستمر من الحوثيين وأنصار المخلوع وعدم إسعاف الجرحى وانتشال الجثث التي ما زالت في الطرقات وفي أماكن الاشتباكات.
وقال مراسل الجزيرة نت إن المستشفى الجمهوري الحكومي والمجمع الطبي بمدينة عدن يوجهان نداءات استغاثة عاجلة للأطباء، خاصة المتخصصين في التخدير لمعالجة مصابي الاشتباكات.
هجوم القاعدة
من جهة أخرى، قال مراسل الجزيرة نت إن مسلحين يعتقد انتماؤهم للقاعدة هاجموا القصر الرئاسي والسجن المركزي والبنك المركزي شرقي اليمن، وكذلك قيادة المنطقة العسكرية الثانية والدفاع الساحلي بمدينة المكلا بحضرموت (جنوب شرق اليمن).
كما أفاد شهود عيان لوكالة الأناضول أن أربعة انفجارات دوت في المدينة، أعقبتها أصوات لإطلاق نار كثيف، مرجحين أنها صاحبت عملية الهجوم على عدة مواقع في المدينة. وأكد الشهود أن المسلحين الذين هاجموا مبنى السجن المركزي قاموا بإطلاق سراح سجناء يعتقد انتماؤهم لتنظيم القاعدة.
وتشهد محافظات وسط وجنوب اليمن نشاطا كبيرا لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن مقرا له، والذي يعد أنشط فروع تنظيم القاعدة الذي يتزعمه أيمن الظواهري.