قائمة الموقع

رغم الحصار..العمليات الجراحية المعقدة تنجح في غزة

2010-04-15T08:10:00+03:00

غزة-محمد أبو قمر (الرسالة نت)                  

شهدت مستشفيات غزة خلال الفترة الأخيرة إجراء عدد من العمليات الجراحية النوعية والمعقدة في مختلف المجالات، مما انعكس ايجابيا على المرضى وأدى لانخفاض عدد الحالات المحولة للعلاج بالخارج التي كانت تعاني مشقة السفر والمعابر المغلقة من جهة، وتتكبد وزارة الصحة مبالغ طائلة من جهة أخرى.

ولم يخف بعض الأطباء دعم وزارة الصحة لهم من خلال توفير احتياجاتهم، لكن عددا آخر رأى أن جراحاتهم الناجحة تعتمد على تطوير قدراتهم الذاتية.

جهود حثيثة

الدكتور محمد حبيب استشاري ورئيس قسم القسطرة في مستشفي غزة الأوروبي تمكن في الفترة الأخيرة من إجراء عملية جراحية ناجحة تعد الأولى من نوعها على مستوى العالم لمريض كان يعاني من وضع صحي صعب بسبب تمزق في جذع الشريان التاجي الأيسر الذي يؤثر بصورة مباشرة على عضلة القلب.

وقال حبيب " كان قسم القسطرة بحاجة لمعدات وتوفرت من خلال منحة الهلال الأحمر القطري مما ساعد على انجاز عمليات جديدة ونوعية".

وأشار في حديث "للرسالة" الى أن وزارة الصحة تركت لهم المجال للعمل بكل أريحية دون تدخل وهو ما ساعدهم على الإبداع ، لافتا الى أن الكوادر البشرية لم تتغير في قسمه وتم إضافة طبيب واحد فقط للطاقم وذلك بعد تدريبه وتأهيله.

وأوضح أنه لم تصل وفود مختصة بمجال القسطرة للمستشفى الأوروبي سوى وفد سوداني وصل أثناء الحرب.

وأشار حبيب الى أنه قدم ورقة عمل بحالة طبية أجرى لها عملية في وقت سابق لمؤتمر دولي عقد بالقاهرة قبل يومين مختص بمجال القسطرة وقد فازت بالمرتبة الأولى على مستوى المؤتمر.

وفي السياق ذاته نفى الدكتور إيهاب الزيان رئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى غزة الأوروبي أن يكون قد طرأ أي تغير على الواقع الصحي سواء بتطوير الأجهزة أو الكادر البشري من قبل وزارة الصحة ، مشيرا الى أن انجازاتهم الجراحية تعتمد على القدرات الذاتية وينتهجون السير خطوة بخطوة للأمام.

وبحسب الزيان فإنهم بعد أن يتمكنوا من انجاز عملية معقدة يلتفتوا لأخرى أكثر تعقيدا، وقال " الأدوات المتاحة في المستشفي كما هي ولم تتغير والأجهزة الطبية محدودة ولا يوجد تحديث على المعدات، وهناك بعض الأجهزة تتعطل وتتلف".

وتمكن الزيان من إجراء عدد من العمليات الجراحية المعقدة والنادرة في غزة ، حيث استطاع مؤخرا من إعادة السمع لمريضة من خلال عملية معقدة في الأذن الداخلية وهي عملية استبدال عظيمة الركاب في الأذن (stapedectomy) .

وأشار الزيّان إلى أن عملية استبدال عُظيمة الرِكاب تعد العملية الأكثر تعقيدا وصعوبة على الإطلاق من بين جميع عمليات الأذن و هذه هي المرة الأولى التي تجرى فيها على مستوى قطاع غزة.

وكان د. عبد اللطيف الحاج مدير عام المستشفى الأوروبي قد أكد أن قسم جراحة الأنف والأذن والحنجرة من أكثر الأقسام تطورا داخل المستشفى حيث يتم فيه إجراء الجراحات الدقيقة والمعقدة التي كانت تحول إلى الخارج في السابق .

وشدد الحاج على أن إدارته تعمل جاهدة على تهيئة الظروف المناسبة لتوفير الإمكانية للإبداع وتقديم العمليات الناجحة التي تخفف من الآم الشعب الفلسطيني المحاصر.

الاعتماد على الذات

وتمكن الدكتور محمد الرنتيسي رئيس قسم جراحة اليد والأعصاب الطرفية في مجمع ناصر الطبي خلال فترة الحصار من إجراء أكثر من خمسة عشر عملية جراحية مميزة أبرزها العملية الصعبة التي أجريت لمواطن أصيب بعيار ناري أعلى الفخذ الأيمن والتي أدت إلى جرح العصب النسوي حيث تم تحويله حينئذ للمشافي "الإسرائيلية"  فلم يغيروا شيئا ، فأجرى الرنتيسي عملية توصيل العصب للمريض حيث اكتشف الطبيب بعد  مرور عام على إجرائه العملية حدوث تحسن كبير في حالته الصحية.

ويقول الرنتيسي أنه استفاد من أستاذ علم تشريح فرنسي مختص بجراحة اليد كان يتردد على غزة واعتمد على جهد ذاتي لإجراء جراحات مميزة.

وأوضح أنه لم يطرأ تغير على الأجهزة المستخدمة، مشيرا الى أنه استفاد من ميكروسكوب جراحي كان مهجورا في مستشفى ناصر ، وشدد على أن عملهم لا يعتمد على الأجهزة بقدر الاعتماد على مهارات الطبيب.

وأوضح أنهم بدؤوا بتنمية قدرات بعض الأطباء من خلال برامج وضعتها وزارة الصحة.

ويتهيأ الرنتيسي لمعالجة عيب خلقي لفتاة لا يوجد لديها أصبع إبهام في كلتا اليدين ، وسيعمل على نقل أصبعي السبابة من مكانهما ويضعهما في المكان المخصص للإبهام، وذلك لأن الإبهام ينجز نصف مهام عمل الكف.

وكان الرنتيسي قد نجح في إعادة ترميم كل من جرح وكسر باليد اليسرى من أعصاب وأوتار وكسور سلاميات الأصابع وإجراء عمليات صعبة ومعقدة تخص قطع أوتار اليد وتوصيلها مباشرة أو عبر ترقيع فقدان الجلد وترقيعه من خلال نقل جلد كامل.

ونجح فريق طبي في مستشفى غزة الأوروبي برئاسة الطبيب مشعل البطة استشاري ورئيس قسم جراحة المسالك البولية في المستشفى من إجراء عملية جراحية معقدة لمريضة كانت تعاني من ناصور بولي من الحجم الكبير بين المثانة البولية وتجويف البطن والجهاز التناسلي، مضيفاً " أجرينا عملية معقدة تم خلالها استئصال الناصور البولي والتصاق الأمعاء، بالإضافة إلى ترقيع المثانة البولية بأنسجة داخلية.

وأشار د.مشعل أن بعض من هذه الحالات تم علاجها في مستشفى غزة الأوروبي بنجاح كان بعضها جراحيا و البعض الأخر بدون جراحة. 

من الجدير بالذكر أن فريق طبي بمستشفى جمعية أصدقاء المريض برئاسة الدكتور جهاد أبو دية أخصائي جراحة المسالك البولية والتناسلية عند الأطفال من إجراء عملية جراحية معقدة لتحويل بنت تبلغ من العمر 16 سنة إلى ولد، كما نجح عدد آخر من الأطباء من إجراء عمليات معقدة.

 

 

اخبار ذات صلة