عاد الملف الفلسطيني ليجد مساحة في الصحف (الإسرائيلية)، فبعد انشغالها طوال الأسابيع الأخيرة بالانتخابات ومفاوضات الملف النووي الإيراني حاولت الصحف اليوم استشراف مستقبل العلاقة مع الفلسطينيين واقتراح أسس الحل، لكن بلا دولة فلسطينية.
واعتبرت صحيفة "هآرتس" إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس استعداده لاستئناف المفاوضات فورا وبلا شروط، "دليلا آخر على السلوك السياسي الفلسطيني المتفوق على السلوك السياسي (الإسرائيلي)".
وأضافت الصحيفة أنه خلافا لإعلان بنيامين نتنياهو عشية الانتخابات بأنه في زمن ولايته كرئيس للوزراء لن تقوم دولة فلسطينية، يواصل عباس الظهور كمعتدل في المنطقة يحترم قرار الناخب (الإسرائيلي) ويسعى إلى حل غير عنيف للنزاع.
وتابعت أن عباس يشق بثقة طريقه إلى اعتراف دولي واسع وينجح في إقناع العالم بجدية نواياه للوصول إلى حل وسط وتحقيق تسوية دائمة في المنطقة على أساس المبادرة العربية، داعية نتنياهو إلى أن يقبل عرض عباس ويعيد (إسرائيل) الى طاولة المفاوضات.
غير عملية
بدوره، رأى "أفيشاي عبري" في صحيفة "معاريف" أن فكرة الدولة الفلسطينية غير عملية، متسائلا عن كيفية التعامل مع ما سماها مشكلة العرب الفلسطينيين في (إسرائيل) من النهر إلى البحر.
وقال عبري، إن السياسيين الذين يواصلون الحديث عن دولة فلسطينية كحل يكذبون وهم يعرفون ذلك، مضيفا أن هذه الدولة لن تقوم، ومطالبا إياهم بأن يوضحوا كيفية التعامل مع العرب في تلك الدولة.
وفي "إسرائيل اليوم" أيضا اعتبر زلمان شوفال أن التحدي السياسي الذي ينتظر (إسرائيل) هو محاولة فرنسا منذ فترة الدفع بمبادرة مؤيدة للعرب، فقد باتت تعتقد أن الفرصة مناسبة لتمريرها في مجلس الأمن نظرا للعلاقات "العكرة" بين (إسرائيل) والإدارة الأميركية.
وتابع شوفال أن المؤشرات تتزايد على أن فرنسا ستجدد مبادرتها التي ستتضمن هذه المرة إشارة محددة إلى حدود 1967 والقدس كعاصمة لدولتين، مع تجاهل إلغاء حق العودة والاعتراف (بإسرائيل) كدولة يهودية، داعيا إلى صد هذه المبادرة.
هدنة طويلة
وفي موضوع ذي صلة، تطرقت صحيفة "معاريف" إلى الوضع الصعب في غزة، داعية إلى الخروج بمبادرة لرفع الحصار وإعمار قطاع غزة بوساطة الولايات المتحدة ورعاية الدول العربية، مقابل أن تتعهد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالهدنة.
وأضافت الصحيفة أن (إسرائيل) تواجه اليوم أربع مشاكل رئيسية في مجال السياسة الخارجية والأمن، وهي: اتفاق التفاهمات بين الدول العظمى وإيران حول الموضوع النووي، وشبكة العلاقات مع إدارة أوباما، والتقلبات في المنطقة والتهديدات النابعة منها، والمسألة الفلسطينية.
وبخصوص الملف الفلسطيني اعتبرت الصحيفة أن (إسرائيل) موجودة تحت انتفاضة سياسية فلسطينية، في وقت يخطط فيه الفرنسيون في مجلس الأمن لطرح مشروع قرار يعترف بالدولة الفلسطينية، وفي قطاع غزة توجد إمكانية للاشتعال.
ودعت الصحيفة (إسرائيل) إلى أن تقرر إن كانت ستواصل الرد والدفاع أو أن تبادر، موضحة أن على كل من يرغب في دولة فلسطينية أن يُبين كيف ستسيطر السلطة الفلسطينية على غزة.
وتابعت أنه توجد أمام (إسرائيل) فرصة للخروج بمبادرة ستُسمى "غزة أولا برعاية إقليمية" وأساسها يكون مؤتمر دولي برئاسة الولايات المتحدة ومشاركة (إسرائيل)، واستعدادها لرفع الحصار تدريجيا، وإعمار القطاع وتنفيذ مشاريع اقتصادية، ورعاية من قبل كل الدول العربية التي تحارب ضد إيران، وتعهد حماس بهدنة لمدة عشر سنوات.
الجزيرة نت