الأهالي: فرحتنا بالقصاص لا توصف ونثمن دور الحكومة
غزة- شيماء مرزوق
استيقظ قطاع غزة اليوم على وقع الرصاص ولكن هذه المرة لم يكن من قبل قوات الاحتلال أو ناتج عن اشتباك بين رجال المقاومة وجنود الصهاينة كما اعتاد الغزيون, بل كان رصاص العدالة الذي اخترق أجساد اثنين من عملاء الاحتلال, والذين أذاقوا شعبنا الويلات بعد أن تسببوا في اغتيال العديد من المجاهدين, بالإضافة إلي مشاركة الاحتلال في عملياته العسكرية واجتياحاته للقطاع.
إعدام العميلين "م. س " و"ن.ف " رمياً بالرصاص فجر اليوم الخميس أدخل فرحة عارمة في قلوب المواطنين الذين اثنوا على عملية الإعدام وباركوا هذه الخطوة.
فرحة لا توصف
"فرحتي اليوم لا توصف فهي الفرحة الكبرى التي انتظرتها طويلاً لتثلج صدري الذي سكنه الثأر والحزن العميق", بهذه الكلمات بدأ الشيخ أحمد نمر والد الشهيد القسامي "حسام" حديثه والذي قنص على سطح منزله من قبل اعوان الاحتلال.
الشيخ نمر عبر عن فرحته العارمة بهذا القصاص, وقال للرسالة نت :"احمد الله الذي أمد في عمري لأري هذا اليوم وأعيش فرحة القصاص من قاتل ولدي", وأضاف: أتمني لو كانت والدة حسام حية ترزق لتعيش هذه الفرحة التي تمنتها وطالبتها من الله بعد أن قتلها الحزن عليه.
تنهد الشيخ نمر وصمت قليلاً قبل أن يكمل حديثه "لا احد يمكنه أن يتخيل فرحة زوجته وأبناءه اليوم بهذا الخبر فقد تلقوا خبر القصاص من قاتل والدهم بفرحة أبكتهم ".
وأوضح الشيخ نمر بأنه وعائلته تلقوا العديد من التهاني من الأقرباء والأصدقاء وجموع المواطنين, مثمناً عالياً دور الحكومة الفلسطينية التي أمرت بتنفيذ الحكم والذي يمثل أعلى مراتب السيادة كما ذكر.
وشدد على أن الحكومة أعطت الثقة لدي الشعب الفلسطيني بها ليؤمنها على مستقبله وثوابته الوطنية, مؤكداً أن الحكومة صانت المشروع الوطني والديني.
وأشار إلي أن هذا المصير الذي يجب أن يلقاه جميع العملاء حتى يكونوا عبره لكل من تسول له نفسه بالتعاون مع الاحتلال وقتل المجاهدين, موضحاً بان الحكومة أثلجت صدور الشعب الفلسطيني وأعطته الأمل بأن ثأر أبناءه المقاومين لا ينسي.
وطالب نمر الحكومة بعدم الالتفات لمن لا يؤمنوا بالمشروع الديني والوطني ويرفضوا حكم الإعدام, منوهاً بان الخيانة العظمى في جميع دول العالم عقوبتها القتل.
نال جزاءه
فتحت أبواب المنزل على مصرعيها وتدافعت جموع المواطنين والأقرباء والجيران إلي منزل عائلة أبو ستة بمدينة خانيونس فور سماعهم لخبر إعدام العميلين لتهنأت ذوى الشهيد عمرو أبو ستة القائد العسكري في كتائب أحمد أبو الريش والذي قام العميل (م.س) بوضع عبوة ناسفة تحت كرسي سيارته وتم استهدافها في شارع عوني ضهير بمدينة رفح ما أدى إلى استشهاده و زميله في الحادث.
عائلة أبو ستة أعربت عن فرحتها الكبيرة بهذا الإعدام الذي أثلج صدرها وانتقم لابنها الشهيد, إلا أنها أكدت تفاجئها بخبر بالإعدام صباح اليوم, موضحة بأنه كان يجب على وزارة الداخلية أن تبلغ أهالي الضحايا مسبقاً لحضور تنفيذ الحكم.
ومن جانبه قال أحد أصدقاء الشهيد:"الحكم انتقم ر لعمرو وشفي صدر عائلته وأصدقاءه الذين انتظروا هذا اليوم طويلاً ليروا القاتل وهو ينال جزاءه ويلقي مصيره الذي يستحقه", أملاً في أن يكون هذا الحكم عبرة لكل من تسول له نفسه بالتعاون مع الاحتلال ضد الشعب والمقاومة.
وطالب جميع الفصائل بوضع يدها على كل العملاء وتسليمهم للحكومة ليلقوا مصير من سبقوهم من المتعاونين ضد المجاهدين, قائلاً "لا يجوز شرعاً أن يتم إلقاء القبض على العملاء ويوضعوا في السجون يأكلون ويشربون ويخرجون في المناسبات والأعياد".
وأوضح بأن إعدام العملاء لا يحتاج لقرارات أو تصديق من احد, داعياً الحكومة الفلسطينية إلي تطبيق القانون وإعدام أي عميل يثبت إدانته.
العملاء يعترفون
وكانت الحكومة الفلسطينية نفذت فجر اليوم حكم الإعدام بحق اثنين من عملاء الاحتلال في مدينة غزة رميا بالرصاص في كل من العملاء "م. س " و"ن.ف " في ساعة مبكرة من فجر اليوم, وقد كانت مراكز حقوقية قد أدانت حكم الاعدام.
و أدانت المحكمة العسكرية العليا المتهم الأول "محمد إبراهيم أحمد إسماعيل" والمدعو (السبع) من مواليد 3/9/1973 من سكان مدينة رفح، بالتهم المنسوبة إليه في لائحة الاتهام التي قدمت بحقه والتي تتضمن التخابر مع جهات معادية القتل القصد
واعترف المتهم بوضعه عدة لاصقات على سيارات المجاهدين وتم استهداف هذا السيارات فاستشهد من استشهد وأصيب من أصيب جراء الاستهداف ومن ضمن المستهدفين الذين استشهدوا المجاهد "بكر حمدان" والذي استهدفت سيارته أمام مستشفى ناصر بخان يونس وإصابة آخرين كانوا معه في السيارة.
بالإضافة إلى استهداف المجاهد "عمرو أبو ستة" القائد العسكري في كتائب أحمد أبو الريش، بعد أن قام المتهم بوضع عبوة ناسفة تحت كرسي سيارته والتي تم استهدافها في شارع "عوني ضهير" بمدينة رفح ما أدى إلى استشهاده واستشهاد زميله في الحادث.
كما وأقر المتهم بقيامه بالتخطيط لقنص الشهيد حسام أحمد نمر حمدان والذي تم استهدافه وهو موجود على سطح منزله بمدينة خان يونس.
ناهيك عن قيامه بمساعدة الاحتلال في عدة اجتياحات من ضمنها اجتياح منطقة عُريبة برفح واجتياح آخر بمنطقة حي السلام، وقيامه بقص أسلاك عبوات ناسفة وضعت لتفجير آليات الاحتلال في منطقة الشعوت برفح.
كما وأدانت المحكمة العسكرية العليا المتهم الثاني وهو رقيب أول في سلطة فتح/ ناصر سلامة محمد أبو فريح من سكان جباليا البلد عزبة عبد ربه من مواليد 8/3/1976م بالتهم المنسوبة إليه في لائحة الاتهام التي قدمت بحقه والتي تتضمن الخيانة والتدخل في القتل.
واعترف المتهم بأنه في عام 1998م ذهب المتهم إلى حاجز إيرز لعمل تصريح دخول الأراضي المحتلة فجلس معه ضابط المخابرات الصهيوني ويدعى (إتسكك) وطلب منه أن يتعاون معه فوافق المتهم وأخذ من الضابط مبلغ أربعمائة وثلاثين شيكل بالإضافة إلى جوال موتورولا خط ألفا وكانت المهمة التي يقوم بها المتهم في البداية عبارة عن متابعة الحدود ومراقبة كل من يحاول اجتياز السلك الحدودي أو الاقتراب منه.
واستمر العمل على ذلك الوتيرة حتى عام 2002، ثم بعد ذلك تطور عمل المتهم وأصبح يشارك مع قوات الاحتلال في الاجتياحات وذلك بعد تلقيه دورة عسكرية داخل الخط الأخضر وقد شارك المتهم في اجتياح جبل الكاشف واجتياح منطقة العثامنة واجتياح شرق جباليا الأخير (المحرقة) وتلقى مقابل ذلك مبالغ مالية.