توصّل علماء معهد "وايزمن" للعلوم الى نتائج من شأنها القاء المزيد من الضوء على التهابات التعفّن والتفسّخ ( " الغرغرينا").
ومعلومٌ حتى الآن في الأوساط الطبية ، أن الجلطة الدماغية ، والنوبات القلبية ، والتلوثات الفيروسية ، وتعفّن الكبد الناجم عن الاستهلاك المبالغ فيه للكحول - جميعها تؤدي الى الالتهابات المسبّبة للتّلف الواسع للخلايا والأنسجة ، وهي عملية تُسمّى "نكروزس" ( (Necrosis وهي عبارة عن ظاهرة فتاكة ، ذلك ان موت وزوال كل خلية مصحوب بتفسّخ وتمزّق الجلد والغشاء ، وبتسّرب مواد مسببة للالتهاب ، ينجم عنها تفسّخ وتعفّن خلايا اضافية.
وتمحْور البحث الجديد الذي أجراه البروفيسور " دافيد فالاخ"(من قسم الكيمياء البيولوجية في معهد " وايزمن"- حول مجموعة الأنزيمات التي أظهرت ابحاث سابقة أجريت في امريكا والصين وأوروبا انها تؤدي الى تعفّن "مبرْمَج"، بمعنى انه مخطّط مسبقًا ، ويهدف الى القضاء على خلايا تالفة ومعطوبة. وهذا يعني ان الخلية تضمّ مسبقًا "برنامجًا" يهدف الى القضاء على خلايا تالفة ومعطوبة ، فيتسبب الإلتهاب نتيجةً لهذا التعفّن (" الغرغرينا") المبرمج !
وبعث هذا الاكتشاف الأمل في امكانية منع الخراب الواسع للأنسجة عند الاصابة بمختلف الأمراض، في حال ايجاد سبيل ووسيلة لمنع تلك الأنزيمات من التسبّب بالتعفّن والتفسّخ (" الغرغرينا").
لكن هذا البحث الجديد أظهر أنه في قسم من هذه الحالات. فان تلك الانزيمات نفسها تؤدي بشكل مباشر إلى الالتهاب ، وعندها فان "الغنغرينا" ما هي الإ نتيجة ثانوية للالتهاب، ولا تنجم بشكل مباشر عن الانزيمات.
ويدعي الباحثون، ان هذه " الثغرة" في الجهاز المولكولاري (الجزيئي)، قد توفر وسيلة جديدة لمبتكري ومطوّري الأدوية ، ربما تؤدي الى حلول جديدة لهذه المشكلة.