العملة التالفة...المواطنون يرفضونها والتجار لا يتداولونها

العملة التالفة تغزو الاسواق
العملة التالفة تغزو الاسواق

غزة- أمينة زيارة

تنتشر بين يدي سكان قطاع غزة عملة تالفة أو متهرئة من فئة عشرين وخمسين شيكلا، منذ فرض الحصار على قطاع غزة ومنع دخول الأموال إلى البنوك، مما حدا ببعض البنوك إلى إخراج العملة المخزنة البالية وإجبار المواطنين والتجار على استخدامها.

وصاحب تلك الأزمة وعود من قبل سلطة النقد الفلسطينية بإدخال ملايين الشواكل واستبدالها بالقديمة, لكن ما هو على الأرض يحكي غير ذلك، فالعملة المتداولة لا زالت مهترئة لا تصلح للاستخدام ويضطر المواطن للتداول بها.

"الرسالة.نت" نزلت الأسواق ورصدت بعض التداولات بالعملة البالية.

غير مقبولة

يحمل الشاب سعد ستين شيكلاً من فئة الـ20 شيكلا البالية لم يستطع أن يصرفها سواء لدى تاجر أو سائق، فيتحدث للرسالة: حاولت مراراً وتكراراً أن اصرف هذه الشواكل ولكن دون فائدة فانا احملها في جيبي منذ شهرين، ولقد نصحني احد زملائي في العمل بغسلها وكيها كي تعود جديدة ولكن دون فائدة فهي غير صالحة للاستخدام إطلاقاً.

ويشاركه الرأي أبو بشار الذي اخرج من جيبه مائة شيكل من فئة العشرين ، و200 شيكل من فئة الخمسين حيث أفاد بأن قبل يومين تلقى راتبه وكان يأمل بان تكون عملة جديدة ، بعدما وصل لأسماعهم خبر وصول 30 مليون شيكل جديدة لبنوك غزة لاستبدالها بالعملة القديمة ، لكنه لم ير منها شيء، مشيراً إلى العملة التالفة التي يحملها ضمن راتبه الشهري.

أما الموظفة في السلطة السابقة "أم هيثم" فقد عادت لتوها من بنك فلسطين بعد أن قبضت راتبها الشهري وتقول : قبل إعلان صرف رواتب الموظفين سمعنا أن سلطة النقد الفلسطينية أرسلت إلى بنوك غزة ما يقارب 40 مليون وبعض وسائل الإعلام تقول 30 مليون لاستبدال العملة البالية وأرسلها إلى الاحتلال ليتلفها، وتتساءل: أين ذهبت هذا العملة الجديدة؟ لم نر منها شيء.

وأضافت أم هيثم: عندما شاهدت من سبقني على شباك الرواتب يتقاضون عملة قديمة وشاهدت العملة الجديدة من فئة 100 و200 شيكل طلبت من موظفة البنك أن تصرف راتبي من هذه الفئة حتى لا أجد صعوبة في تصريف هذه العملة القديمة البالية.

أما "أبو محمود" فيدافع عن موقف سلطة النقد وإرسالها ملايين الشواكل قائلاً: في البنوك كما رأينا أن فئة 100 و200 شيكل جديدة، وربما أن الأموال التي أرسلتها سلطة النقد تكون من هذه الفئة وليس من فئة ال20 البالية، داعياً سلطة النقد إلى الإسراع في سحب هذه العملة من السوق لأنها أصبحت ممزقة وتالفة والمواطن هو الضحية حيث لا يجد مصرفا لهذه العملة.

أزمة مالية

ويقف تاجر العملة "مازن الجبالي" على باب السوق ينادي "دينار.. دولار" , و أشار بدوره إلى أن العملة التالفة في الأسواق تعد أزمة مالية، وقال: " نواجه هذه المشاكل يومياً، فالمواطن لا يقبلها والتاجر لا يتداول بها إلا ما ندر، مضيفاً: أحاول أن أصرف هذه العملة على بعض تجار الجملة ولكن أحياناً أواجه بالصد وتبقى لشهور في جيبي لا احد يأخذها.

ويسكت قليلاً ليصرف فئة 100 دولار لإحدى السيدات ومن ثم كان من بين العدد قطعتين من فئة 20 شيكل وواحدة من فئة 50 باليات فما كان منها إلا أن طلبت منه استبدالها لأنها لن تجد من يأخذها منها في السوق، ويعاود الحديث قائلاً: كما ترون لا نستطيع تصريفها مهما كان لأنها غير صالحة أصلاً، مطالباً بسرعة سحب العملة من الأسواق وإرسالها إلى الاحتلال ليتلفها خاصة إذا بقت فترة أكبر من ذلك تفقد قيمتها.

والجدير بالذكر أن سلطة النقد أعلنت استبدال 30 مليون شيكل تالفة لدى فروع مصارف غزة

وأن الجهود المبذولة لاستبدال النقد التالف في قطاع غزة قد نجحت،حيث عملت على تكثيف جهودها الرامية لتوفير النقد اللازم لتغطية احتياجات أهالي القطاع من رواتب والتزامات أخرى بالعملات المختلفة، وأشارت أن جهودها مستمرة منذ بداية العام والتي أثمرت عن إدخال حوالي 425 مليون شيكل و94 مليون دولار، واستبدال نقد تالف بما يقارب ال 40 مليون شيكل.

10% تالف

وفي تصريح لعضو مجلس إدارة بنك فلسطين المحدود مأمون أبو شهلا أكد فيه إن نسبة التلف الموجود في غزة تقدر بنحو 10% من إجمالي النقد في غزة، وهي نسبة ستتراكم بشكل متصاعد في ظل استمرار الإغلاق الإسرائيلي ووقف توريد الأوراق النقدية إلى القطاع، وأوضح ابو شهلاً أن لكل عملة عمر افتراضي يتم على أساسه كل فترة جمع مبالغ من النقد المستهلك وإعادتها إلى البنك المركزي الإسرائيلي بصفته من يصدر عملة "الشيكل" لاستبدالها بأوراق جديدة.

ويشير إلى أنه يتم جمع نحو خمسة ملايين شيكل كل شهر أو شهرين تقريباً لاستبدالها، كما أنه يتم بين فترة وأخرى نقل كميات من النقود الورقية والمعدنية تلبية لحاجة أهالي القطاع، لكن منذ شهر 6/ 2007 تعطل العمل بهذا الأمر ورفضت "إسرائيل" استقبال العملات القديمة وتبديلها بالجديدة، منوهاً إلى أن المصارف في غزة ستضطر للاحتفاظ بالنقد التالف المستبدل بعد إدخال 30مليون شيكل جديدة دون القدرة على استبداله أو حتى التعامل به حتى يتم التنسيق لنقله إلى المصرف المركزي الإسرائيلي ونقل أموال جديدة بدلاً منه، متوقعاً ألا يتم ذلك في وقت قريب وهو ما يعني تراكم أزمة الجهاز المصرفي في غزة.

وتبقى أزمة العملة التالفة قائمة لحين استبدالها والتخلص منها وإعادتها للبنك المركزي الإسرائيلي

 

البث المباشر