أعلن البيت الأبيض اليوم الاثنين أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أعرب لنظيره الروسي سيرغي لافروف عن قلق واشنطن من قرار موسكو رفع الحظر عن تسليم صواريخ أس300 لإيران، وهو قلق رددته أيضا وزارة الدفاع الأميركية، بينما دافع لافروف عن القرار قائلا إنه لا يشكل خطرا على أمن دول المنطقة بما فيها إسرائيل، تزامنا مع تنديد إسرائيلي بالقرار.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست للصحفيين في البيان الصحفي اليومي إن قرار روسيا بدء مقايضة النفط مقابل السلع قد يثير القلق أيضا بشأن العقوبات.
وفي السياق نفسه، أعربت وزارة الدفاع الأميركية عن قلقها بعد أن رفعت روسيا الحظر على بيع إيران الصواريخ المتطورة المضادة للطائرات والصواريخ. وقال المتحدث باسم الوزارة ستيف وارن للصحفيين "إن معارضتنا لبيع هذه الصواريخ قديمة وعلنية، ونحن نعتقد أن (بيع الصواريخ) لا يساعد".
وفي هذه الأثناء، أثنى وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان على القرار الروسي، وقال إن تطور التعاون الثنائي مع روسيا ودول الجوار يمكن أن يساعد على تحقيق الاستقرار والأمن الدائم في المنطقة"، مشيرا إلى تزايد التهديدات الإقليمية و"الأنشطة الإرهابية".
في المقابل، اعتبر وزير الاستخبارات الإسرائيلي يوفال شتاينتز القرار الروسي "نتيجة مباشرة للشرعية التي منحت لإيران"، محذرا من أن النمو الاقتصادي الذي قد تحققه طهران نتيجة رفع العقوبات سيتم استغلاله في مجال التسلح.
واتهم شتاينتز طهران بالتنصل من الاتفاق النووي تزامنا مع بدء المجتمع الدولي بالفعل تخفيف العقوبات، وأضاف "بدلا من مطالبة إيران بوقف نشاطها الإرهابي في الشرق الأوسط والعالم، يتم السماح لها بتسليح نفسها بأسلحة متقدمة ستزيد من عدوانها".
الموقف الروسي
من جهته، أكد لافروف أن مرسوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخاص برفع الحظر عن تسليم إيران منظومات صواريخ أس300 دخل اليوم حيز التنفيذ، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن قرار مجلس الأمن رقم 1929 الذي اتخذ عام 2010 لم يحظر أو يحدّ من تسليم منظومات الدفاع الجوي إلى إيران.
وأضاف أن الحظر الروسي كان مبادرة حسن نية من أجل دفع عملية المفاوضات حول ملف إيران النووي، وأنه بعد التوصل إلى اتفاق لوزان لم تعد هناك ضرورة لهذا النوع من الحظر.
وقال لافروف إن منظومات صواريخ أس300 تملك خصوصية دفاعية بحتة وغير قادرة على أن تكون أسلحة هجومية، مؤكدا أنها "لا تشكل خطرا على أمن أي من دول المنطقة بما فيها إسرائيل".
وأشار إلى أن إيران تحتاج إلى صواريخ دفاعية نظرا لتوتر الأوضاع في المنطقة والتطورات العسكرية الأخيرة في اليمن، مضيفا أن للصفقة أبعادا تجارية لا ينبغي إغفالها.
يذكر أن بوتين ألغى اليوم حظر تسليم إيران صواريخ أس300 الذي كان الرئيس السابق ديمتري مدفيدف أصدره عام 2010.
و"أس300" هي صواريخ أرض-جو متنقلة بعيدة المدى، يمكنها اكتشاف وتعقب وتدمير الصواريخ البالستية وصواريخ كروز والطائرات المحلقة على ارتفاع منخفض.
وكانت القوى العالمية توصلت إلى اتفاق إطار مع طهران الشهر الحالي في مدينة لوزان السويسرية للحد من نشاطها النووي.
الجزيرة نت