يتعرض المئات يوميا لحوادث السيارات، ويذهب ضحيتها عشرات الألاف من البشر، لذلك صمم صانعو السيارات حزام الأمان للتقليل من أعداد الضحايا، إلا أنه في كثير من الأحيان وعند تعرض السيارة لحادث سير فإنه يصعّب خروج من هم بداخل السيارة، ويكون سببا في إعاقة عمل طواقم الدفاع المدني والإسعاف، ما حدا بطالبين من مدينة البيرة إلى البحث عن طرق إبداعية حلا لتلك المشكلة.
الطالبين ليث عزام (16 عاما) ومحمد سامر (15 عاما) من مدرسة محمد بن راشد آل مكتوم الخاصة، لقي مشروع "حزام الأمان" الذين قاما بابتكاره اهتماما تخطى حدود فلسطين ليشمل شركة "AUDI" لتصنيع السيارات، ووكالة "ناسا" الفضائية الأميركية، واهتمام من كندا التي زار أول رائد فيها المدرسة للاطلاع على ما أنجزه الطالبان.
فكرة العمل
الطالب محمد سامر قال لـ"الرسالة" أن المشروع يهدف إلى التقليل من نسبة الوفيات والاصابات عند حوادث السيارات، حيث أن الدارج في انظمة الحماية في السيارات الآن هو أن الأحزمة تغلق عند نفخ الوسادة الهوائية ولا يمكن فتحها، ما يعيق على المصابين الخروج، بعد الحادث او حتى اسعافهم بسرعة.
وأوضح أن المشروع صمم على خاصية فيزيائية تدعى "عزم القوة"، عبارة عن مشبك "علّاقة" تعمل على الامساك بحزام الأمان وأسفلها مغناطيس كهربائي، وعند تعرض السيارة لحادث فإن المجسات التي تكون في مقدمة السيارة تعطي إشارة للحزام، فيعمل الكترونيا على فصل الحزام ما يمكن الافراد من الخروج بسلام من السيارة قبل احتراقها مثلا، ويسهل عمل المسعفين.
وأضاف سامر أن المشروع يتميز بإضافة ناظم GPS الذي يوفر نظام ملاحة عبر الأقمار الصناعية يقوم بتوفير معلومات عن الموقع والوقت، ونظام النظام العالمي للمواصلات الجوالة (GSM)، لتقوم الدائرة بارسال رسالة طوارئ الى الجهات المختصة من الاسعاف والدفاع المدني ووحدات الطوارئ، تتضمن احداثيات موقع الحادث بدقة، لتحقيق سرعة الانقاذ.
إبداع يثير الاهتمام
المعلمة المشرفة على المشروع دانية سامر أشارت إلى أن المدرسة شجعت طلابها للمشاركة في مشروع الريادة التكنولوجية والعلمية والتي تشرف على إعداده مؤسسة النيزك للتعليم المساند، حيث وفرت لهم الدعم المادي والمعنوي لإنجاز مشاريعهم وتنمية مواهبهم، بهدف الفوز والمشاركة في برنامج تدريبي مكثف في وكالة الفضاء ناسا في أمريكا.
وبينت المعلمة أن مدرسة محمد بن راشد آل مكتوم الخاصة قدمت ستة مشاريع مختلفة شاركت بالمسابقات المحلية، تأهل نصفهم إلى المسابقات الوطنية، لتحصل على مركزين من المراكز العشرة الأولى على مستوى الوطن هما المركز الأول بمشروع حزام الأمان والمركز السادس.
وأكدت سامر أن المشروع أثار اهتمام وكالة الفضاء الأميركية 'ناسا' في العاصمة الأميركية واشنطن، والتي ابدت اهتمامها بالمشروع عقب زيارة القنصل الاميركي للمدرسة، مضيفة أن الاهتمام لم يقف عند هذا الحد، بل وتخطاه خلال زيارة أول رائد فضاء كندي وعضو البرلمان الكندي مارك غورنو، والذي كان حريصا على تكريم الطلبة المتفوقين في عدة مشاريع علمية وتكنولوجية.
طموحات بلا حدود
وعن إعجاب الناس بهذا الانجاز قال الطالب محمد سامر "رأينا في عيون الناس انعكاس مشروعنا، وخصوصا أصحاب السيارات والذين أبدوا سعادتهم بوجود اهتمام بسلامتهم، وشركات سيارات عالمية تواصلنا معها وتقابلنا مع وكلاتها وأكدوا لنا أن المشروع قابل للتطبيق"، مضيفاً أنهم الآن يتواصلون مع قسم البحث والتطوير في شركة "AUDI" في ألمانيا.
ويطمح الطالبان أن يرى مشروعهم النور وأن ينفذ على أرض الواقع، حتى لا يشعروا بأن مشاركتهم في المسابقة انتهت عند هذا الحد، ويأملون أن يعمل المشروع على إنقاذ أرواح الناس، ويحققوا الهدف الذي اشتغلوا عليه وهو زيادة سلامتهم.