حين تسمع "أنا أفضل الموت بالأباتشي" لا تجد فلسطينيًا يجهل صاحب تلك الجملة فهو –القائد الشهيد عبد العزيز الرنتيسي- الذي أرسى مبادئ المقاومة والثبات وصاغ البيان الأول لـ "حماس"، فالتزمت المقاومة طريقه.
طائرات "الأباتشي" العسكرية التي اغتالت الرنتيسي، لم تستطع خلال حرب العصف المأكول الصيف الماضي التحليق في سماء القطاع، فرجال القسام والمقاومة وأحفاد الرنتيسي حرّموا عليها أجواء غزة وأرسو مبادئ جديدة في الصراع مع الاحتلال.
وأحيت حركة المقاومة الإسلامية حماس في محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة مهرجانًا في الذكرى الحادية عشر لاستشهاد الرنتيسي والذي يلقبه الفلسطينيون بـ "أسد فلسطين"، واحياءً ليوم الأسير الفلسطيني.
ونشط عبر مواقع التواصل الاجتماعي وسوم (#الرنتيسي_أسد_فلسطين ، #في_ذكراهم_لن_ننساهم) في يومِ مزدوج إحياءً لذكرى الرنتيسي وتجديدًا للعهد بتحرير الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
على خطا الرنتيسي
رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل بدوره، قال في كلمته بالمهرجان إنه لا طريق لتحرير الأسرى إلا بالمقاومة، وطمأنهم قائلا: "ثقوا بفجرٍ قريب".
وعلى ذات المبدأ الذي انتهجه الرنتيسي في التعامل مع المحيط، أكّد مشعل تمسك حماس بوحدة الأرض والمصالحة "رغم تقصير القريب فيها"، مستهجنًا في الوقت نفسه، تخاذل المستوى الرسمي العربي اتجاه القضية الفلسطينية.
وفي بداية المهرجان كانت كلمة "حماس" لأول مرة يقدمها الرنتيسي في تسجيل مصور له في الابعاد "مرج الزهور" تنبأ خلالها بالأحداث الجارية على الساحة الفلسطينية والاقليمية وشنّ "إسرائيل" لحروب متتالية ضد غزة، وداعيا للتمسك بخيار المقاومة والصمود.
أما نائب رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية فقال إن حماس فاوضت الاحتلال "الإسرائيلي" بما صنعه القسام في مواجهته بحرب العصف المأكول، "برا وبحرا وجوا ومن تحت الأرض وفوقها"، ولا مفاوضات مع "إسرائيل" حاليًا.
وعرِف الرنتيسي بصلابته وقوة كلمته التي كانت كالسيف على الاحتلال وأعوانه، فقد كان يمثّل قائد المبعدين في مرج الزهور والذين رفضوا الخروج منه إلا بالعودة لفلسطين، وهو الذي أنهى سياسة الاعتقال السياسي في عهد السلطة بغزة وأنهى الاقامة الجبرية عن "الياسين".
وتحدث هنية خلال كلمته عن مواقف الرنتيسي في مرج للزهور وثباته في مقاومته للاحتلال ورفضهم ترك مرج الزهور إلا بالعودة لأرضهم فلسطين، منوهًا أن الرنتيسي من رواد صناعة الاحداث وعلى رأس المرحلة حاضرًا.
وعلّت اصوات التكبير في المهرجان أثناء تقديم "أوبريت" حول الأسرى تخلله عرض "الصندوق الأسود" من جديد لكن هذه المرة في خانيونس.
وتجدّد أمل الأسرى بالتحرير بعد أسر كتائب القسام الجندي "آرون شاؤول" خلال العدوان الأخير على غزة، واعلان الاحتلال عن أسر القسام للضابط "هدار جولدن" في "اليوم الأسود" له في رفح.
وتخلل المهرجان تكريم 85 عائلة من عوائل الأسرى في المحافظة، وفي مقدمتهم عائلة الأسير القائد حسن سلامة، وكرِّمت عائلة القائد الرنتيسي من قبل نائب رئيس الكتب السياسي لحركة حماس.
