يحيي الفلسطينيون الذكرى الحادية عشر لرحيل أسد فلسطين وأحد أبرز قادتها في القرن العشرين الدكتور الشهيد عبد العزيز الرنتيسي الذي طالته يد الاحتلال في السابع عشر من أبريل عام 2004 بعد خروجه من منزله عند صلاة العشاء.
ولا يزال الفلسطينيون يذكرون كلمات الرنتيسي ومواقفه المقاومة، سيما بعدما تحقق وعده بضرب كتائب القسام لمدينة حيفا المحتلة بصواريخ تحمل الحرف الأول من اسمه.
على خطى القادة العظام رحل الرنتيسي دون أن ترحل كلماته ومدرسته القيادية ، فقد كان مثال القائد الذي يجود بدمه الطاهر ليكون قدوة لمن بعده، فقيادات حماس تقدم أرواحها رخيصة في سبيل الله ولا تتردد في ذلك.
ولد الرنتيسي في 23 أكتوبر 1947 في قرية يبنا (بين عسقلان ويافا)، وكان عمره ستة شهور عندما تم تهجير عائلته وآلاف العوائل الفلسطينية من مناطق سكناهم إلى الضفة والقطاع والقدس والشتات.
تخرج من كلية الطب بجامعة الإسكندرية عام 1972، ونال منها لاحقا درجة الماجستير في طب الأطفال، ثم عمل طبيبا مقيما في مستشفى ناصر بخان يونس عام 1976، وشغل الدكتور الرنتيسي عدة مواقع في العمل العام منها.
شغل الدكتور عبد العزيز الرنتيسي عدة مواقع في العمل العام منها عضوية الهيئة الإدارية في المجمع الإسلامي، و الجمعية الطبية العربية بقطاع غزة (نقابة الأطباء)، والهلال الأحمر الفلسطيني، كما عمِل في الجامعة الإسلامية في غزة منذ افتتاحها عام 1978م محاضراً يدرّس مساقاتٍ في العلوم وعلم الوراثة وعلم الطفيليات.
كان الرنتيسي أحد قياديي حركة الإخوان المسلمين السبعة في قطاع غزة عندما حدثت حادثة المقطورة، فاجتمع قادة الإخوان المسلمين في قطاع غزة وعلى رأسهم الرنتيسي, على إثر ذلك، وتدارسوا الأمر، واتخذوا قرارا مهما يقضي بإشعال انتفاضة في قطاع غزة ضد الاحتلال "الإسرائيلي".
تعرَّض الرنتيسي إلى ملاحقة الاحتلال واعتُقِلَ عددًا من المرَّات، وكان هو أول المعتقلين من قيادات حماس بعد الإعلان عن إطلاقها، وكان ذلك في العام 1988م، وبلغ مجموع فترات الاعتقال التي قضاها في السُّجون ومراكز الاعتقال الإداريِّ الإسرائيليَّة سبع سنواتٍ.
في 17-12-1992 أبعد الرنتيسي مع 416 مجاهدا من نشطاء وكوادر حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى جنوب لبنان، حيث برز كناطقٍ رسمي باسم المبعدين الذين رابطوا في مخيم العودة في منطقة مرج الزهور لإرغام سلطات الاحتلال على إعادتهم وتعبيرا عن رفضهم لقرار الإبعاد "الإسرائيلي".
وبعودة أحمد ياسين إلى قطاع غزّة في أكتوبر 1997، عمل الرنتيسي جنبا إلى جنب معه لإعادة تنظيم صفوف حماس، وقام الرنتيسي بعمل المتحدّث الرسمي لتنظيم حماس وكقائد سياسي للتنظيم.
واعتقل الرنتيسي في سجون السلطة الفلسطينية 4 مرات، وبلغ مجموع ما قضاه في زنازينها 27 شهرا معزولا عن بقية المعتقلين،وقد حاولت اعتقاله أكثر من مرة، ولكنها فشلت بسبب حماية الجماهير الفلسطينية لمنزله.
وبعد اغتيال الشيخ القعيد القائد أحمد ياسين مؤسس حركة حماس من قبل "إسرائيل" في مارس 2004، اختير الدكتور الرنتيسي زعيما لحركة "حماس" في قطاع غزة، خلفا للزعيم الروحي للحركة الشهيد الشيخ أحمد ياسين. واستشهد الدكتور الرنتيسي مع اثنين من مرافقيه في 17 نيسان (أبريل) 2004 بعد أن قصفت سيارتهم في مدينة غزة.
ولا زال الرنتيسي ملهمًا لشعبه الذي يرى في سيرته نموذجًا للقائد الصارم المدافع عنه وعن حقوقه بكل قوة.