أكد روحي مشتهى عضو المكتب السياسي لحماس، أن حركته لن تدخر جهدًا لإطلاق سراح الأسرى بكل ما تملك من قوة، خاصة أن لدى كتائب القسام قرارًا واضحًا وهو أسر الجنود وصولًا لعقد صفقات تبادل لإطلاق سراح الأسرى.
وقال مشتهى في حديث خاص بـ، إن الحركة لن تفصح عن "الصندوق الأسود" إلّا عبر ثمن باهظ يدفعه الاحتلال، "ولن يُكشف عن أي شيء ولن نقول أي كلمة إلا بثمنها حول مصير جنود الاحتلال في غزة".
وتمكنت المقاومة خلال تصديها للهجوم البري خلال العدوان الأخير على قطاع غزة من أسر جنودٍ للاحتلال لم تفصح عن عددهم، وقد أعلنت عائلة الجندي الأسير شاؤول آرون أن ابنها حي وليس أشلاءً كما زعمت بذلك قيادة الاحتلال.
وطبقًا لمشتهى، فإن الأسرى سيُحررون كما تحرر من قبلهم، وأن القسام سيوفي بوعده لهم كما فعل سابقًا، "ونحن على موعد مع صفقة جديدة لوفاء الأحرار"، داعيًا الأسرى إلى عدم الانشغال بالتفكير كثيرًا بالتفاصيل؛ لأن المقاومة لديها الوسائل والخبرة التي تؤهلها لإنجاز صفقة تخرجهم من سجون الاحتلال.
وحذر مشتهى الاحتلال من مغبة تماديه في العدوان ضد الأسرى، منوهًا إلى أن السجون مهيأة أكثر من أي وقت مضى لاندلاع البركان فيها، خاصة في ظل الانتهاكات المستمرة ضد الاسرى.
وأكدّ أن المقاومة لن توقع على أي اتفاق دون أن يطلق سراح جميع الاسرى ويفي الاحتلال بمتطلبات الاتفاقات السابقة، مضيفًا "المقاومة تملك الخبرة بالتفاوض مع هذا العدو وتعرف كيف تواجه مراوغاته"، رافضًا الإفصاح عن التفاصيل.
وحمّل مشتهى قيادة الاحتلال المسئولية الكاملة عن حياة الاسرى أو الإهمال المتعمد بحقهم الذي يودي بحياة كثيرين منهم، "لأن المقاومة لديها رجال قادرون على الثأر والعقاب"، مضيفًا "القسام لا يملك شيئا في تصنيف القوة العالمية لكنه يملك رجالا يعشقون الموت في سبيل الله كما يعشق جنود الاحتلال شرب الخمر".
وأشار إلى أن قضية الاسرى على سلم أولويات الحركة التي ترعى امورهم وشئون عوائلهم على مدار الساعة، "وإن لم تحظ تلك الفعاليات على اهتمام وسائل الاعلام لانشغالاته الكثيرة"، متابعًا "معاناة الأسرى لا نهاية لها إلا بالإفراج عنهم وهذا ما تعمل عليه حماس على مدار الساعة".
وأوضح أن الاسرى يتعرضون لأبشع أنواع الاذلال من الاحتلال عبر سياسات رخيصة يهدف من خلالها كسر ارادتهم.
وفي السياق، دعا مشتهى الفصائل الفلسطينية لرسم استراتيجية موحدة لإدارة قضية الأسرى في كافة المجالات، منتقدًا أداء السلطة في معالجة هذه القضية خاصة وانها لم تحرك ساكنًا في هذه القضية في أي محفل كان، رغم انضمامها رسميًا لمحكمة الجنايات الدولية.
ووصف مشتهى السلطة بـ"الوظيفية" التي جاءت لخدمة الكيان الإسرائيلي، مشيرًا إلى أنها لا تملك أي قوة للضغط على الاحتلال للإفراج عن الأسرى في سجون الاحتلال. وقال إن السلطة غير قادرة على خدمة الأسرى في الجانب الاستراتيجي.
كما انتقد دور أبو مازن في تعطيل المصالحة الفلسطينية، وقال إنه لا " يوجد لديه او لدى فريقه نية في إتمام المصالحة ووقف الاعتقال السياسي بالضفة".
ودعا مشتهى إلى ضرورة اندلاع الثورة الشعبية العارمة بالضفة التي ستشكل بالتأكيد خطرًا وجوديًا على هذا الاحتلال، ومواجهة الجهود التي تبذلها السلطة لإفشال هذه التحركات.
ويقبع في سجون الاحتلال أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، وفق إحصائيات لهيئة شؤون الأسرى التابعة للحكومة الفلسطينية.