وقع تصريح حماس كالصاعقة على رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي يعجز حتى اللحظة عن تشكيل حكومته.
ويدلل التصريح الذي أطلقه مصدر مسؤول في حركة "حماس"، وطالب فيها نتنياهو، بعد جنوده المفقودين في قطاع غزة جيدا"، أن المقاومة "تملأ يدها" بما تملك وقادرة على الصمود حتى تحقيق مطالبها .
ورغم حالة التكتيم التي حرصت عليه الحركة خلال الفترة الماضية بخصوص ملف الجنود الأسرى إلا أن مراقبين رأوا أن هذا التصريح يأتي في وقتٍ حساس استبقت فيه "حماس" تشكيل نتنياهو للحكومة، "ليحدث التصريح بذلك إرباكا قويا لدى صنّاع القرار الصهاينة"، فيما اعتبره بعضا منهم مؤشرا على قرب البدء في مفاوضات "تبادل أسرى" بين حركة "حماس" والاحتلال.
المحلل السياسي والأمني الدكتور محمود العجرمي قال إن تصريح حماس في هذا الوقت يحمل أبعادًا كثيرة، منها محاولة الضغط في ظل تحركات لأطراف عربية ودولية للوساطة في الملف.
وذكر أن قيادة جيش الاحتلال تعي جيدا عدد جنودها وضباطها المفقودين لكنها تحاول خداع جمهورها، مشيرا إلى أن دولة العدو في مأزق خاصة وأنها تعلم جيدا أن حماس احتفظت بالأسير جلعاد خمس سنوات وضربت نموذجًا للتكتم الأمني.
وبحسب العجرمي فإن تجربة شاليط دليل كافٍ على أن حركة حماس تعلم كيف تكمل صفقة بكل النتائج المرجوة على المستوى الشعبي، متوقعا أن حماس ستجني ثمن كل كلمة ستصرح بها وهذا بالتأكيد وضع ضمن خطة تسير بها الحركة للوصول لوفاء أحرار جديدة.
ويرى أن حماس نجحت في استهداف نتنياهو العاجز حتى اللحظة عن تشكيل حكومته، والذي يعيش مأزقًا فهي أرادت وضعه في الزاوية خاصة انه من أفشل قادة دولة الاحتلال على مدار تاريخها.
وخلال الحرب التي شنتها (إسرائيل) على غزة الصيف الماضي، أعلنت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة "حماس" في 20 من يوليو الماضي، عن أسرها الجندي (الإسرائيلي) شاؤول آرون، وبعد يومين، اعترف الجيش (الإسرائيلي) بفقدان آرون، لكنه رجح مقتله في المعارك مع مقاتلي "حماس".
وتتهم (إسرائيل) حركة "حماس" باحتجاز جثة ضابط آخر يدعى هدار غولدن قُتل في اشتباك مسلح شرقي مدينة رفح، يوم 1 أغسطس/آب الماضي، وهو ما لم تؤكده الحركة أو تنفه.
ويشار إلى أن الصحف (الإسرائيلية) نشرت مؤخرا تقارير حول إمكانية وجود أسرى "أحياء" لدى حركة حماس، التي تلتزم "الصمت".
من جانبه، نشر موقع روتر العبري المقرب من جيش الاحتلال، بعد تصريح حماس تقارير لمحللين يؤكدوا خلالها أن حماس تمارس حربًا نفسية شديدة على قيادة الاحتلال، لدفعها بالاعتراف بالخسائر الكبيرة التي منيت بها في معاركها بصيف 2014 في قطاع غزة.
ودعا محللون "(إسرائيليون) قيادة الاحتلال إلى امتلاك الشجاعة والرد على سؤال حماس، معتبرين صمت نتنياهو المكلّف بتشكيل الحكومة (الإسرائيلية) دليلًا على فشله وعجزه عكس حماس التي تمتلك الشجاعة في التعبير عن موضوع الأسرى.
فيما أثارت تصريحات حماس حفيظة عائلة الجندي (الإسرائيلي) الأسير في قطاع غزة "أرون شاؤول" والتي اتهمت حكومة الاحتلال (الإسرائيلي) بالتخلي عنه ونسيانه في قطاع غزة، وقالت “إن صمتها على ذلك لن يطول”.
بدوره عد اللواء المتقاعد والمحلل العسكري يوسف الشرقاوي، تصريح "حماس" المفاجئ بمثابة بدء مرحلة جديدة من معركة عضّ الأصابع.
وقال الشرقاوي: "يبدو أن حماس تدير المعركة بحنكة وخبرة عالية، ولن تفصح عن أي معلومة مجانًا، وإن أقل ما يمكن أن تدفعه (إسرائيل) من ثمن هو إعادة الأمور على ما كانت عليه في صفقة وفاء الأحرار".
ولفت اللواء المتقاعد، إلى أن نتنياهو يحاول أن يكون ذكيا في إدارة المعركة، إلا أن "حماس" لعبت من خلال هذا التصريح بأعصابه.