أحيا الفلسطينيون ذكرى "يوم الطفل الفلسطيني" في الخامس من أبريل، بأرقام واحصاءات تبين استمرار انتهاك الاحتلال لحقوق الأطفال وتقارن ممارساته بما سبقها في الأعوام الفائتة.
تلك الاحصاءات أظهرت تفوقًا واضحا لعام 2014 المنصرم، على غيره من الأعوام في حجم ما تعرض لها الأطفال الفلسطينيون من مصائب وما لاقوه من صنوف المرار والعذاب، حتى وصفته مراكزٌ مختصة بالطفل بأنه "أصعب الأعوام على الأطفال الفلسطينيين".
فتظهر "الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال-فرع فلسطين" أن العدوان الأخير على غزة أسفر عن استشهاد أكثر من 550 طفلا وجرح آلاف آخرين، أصيب 1000 منهم على الأقل بإعاقات دائمة، إضافةً لتدمير عشرات الآلاف من المنازل بمختلف أنواع التدمير.
كما أشارت الحركة خلال تقريرها السنوي الصادر مؤخرًا، إلى أن انتهاكات الاحتلال والمستوطنين خلال العام في مدن الضفة أسفرت عن سقوط أكثر من 11 شهيدًا وإصابة العشرات منهم، عدا عن الصدمات التي لحقت بآخرين جراء سياسة العقاب الجماعي الممارسة في الضفة، من مداهمات للمنازل وهدمها، والاجتياحات والاعتقالات وما يصاحبها من تعذيب وإساءة معاملة.
طفلان يوميًا
بدوره، أكد نادي الأسير أن أكثر من 200 طفلاً فلسطينيًا تقل أعمارهم عن 18 عامًا من الضفة والقدس، معتقلون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، موضحًا أن عمليات الاعتقال ارتفعت وتيرتها بحقهم منذ منتصف 2014، مشيرًا إلى ان "إسرائيل تعتقل طفلين يوميًا على الأقل".
وبحسب بيانٍ أصدره نادي الأسير بمناسبة "يوم الطفل الفلسطيني"، فإن معظم المعتقلين من الأطفال المقدسيين يتم الافراج عنهم بشروط، إما بدفع غرامات مالية أو تحويلهم للحبس المنزلي، أو إبعادهم عن مكان سكنهم إضافة إلى توقيع أهاليهم على كفالة طرف ثالث.
ولا يكتفي الاحتلال باعتقال هؤلاء الأطفال فحسب، بل إن جنوده وبحسب مركز أسرى فلسطين للدراسات، يمارسون الترهيب من خلال تعمّد اختيار الساعات المتأخرة من الليل لعمليات الاعتقال، إضافةً لاستخدام الكلاب البوليسية والجنود الملثمين وتكبيل الأطفال وتعصيب أعينهم، وأحيانا إطلاق الرصاص من فوق رؤوسهم.
وقالت أمينة طويل المتحدث باسم المركز لـ"": "خلال عمليات نقل واقتياد الأطفال إلى مراكز التحقيق يتم ضربهم والتنكيل في بعض الأحيان، أو يتم تخويفهم بطرق التعذيب النفسي أو الجسدي، وإجبارهم على الاعتراف بتهمٍ توجهها لهم نيابة الاحتلال".
وأضافت "سجلنا حالات ضرب وتنكيل بالأطفال خلال تواجدهم في قاعات المحاكم العسكرية، وهذا ما كان سببًا لتسجيل حوالي 11 محاولة انتحار خلال عام 2014 في صفوفهم، نتيجة الضغط والتنكيل".
ومن العقوبات أيضًا الأحكام الكبيرة على الأطفال بلوائح اتهام طويلة، وكذلك فرض الغرامات المالية الباهظة، أو الحكم بالحبس المنزلي الذي يتم بموجبه حرمان الطفل من الخروج من المنزل أو اللعب أو حتى اجراء اتصالات مع ذويه وأقاربه وأصدقائه.
تحدٍ واضح
عصام يونس، مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان، أكد ان انتهاكات الاحتلال المستمرة بحق الأطفال الفلسطينيين تمثل تحدٍ واضح لكل من ينادي من الشخصيات والمؤسسات بحقوق الطفل، وعلى رأسهم المؤسسات الدولية.
وشدد يونس في حديثٍ لـ"الرسالة" على أن سلطات الاحتلال تواصل السير في مخطط تصاعدي تتعمد من خلاله سلب الطفل الفلسطيني أبسط حقوقه المشروعة، دون أي مبالاة.
وقال: "الاحتلال استهدف المنازل المدنية الآمنة وتجمعات الأطفال، كما حدث في الحرب الأخيرة على غزة، على مرأى ومسمع من العالم أجمع دون أن يحرك ساكنًا".
وبيّن أن الاحتلال باستهدافه للأطفال في مدارس الإيواء والمراكز التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، ضرب بأخلاق الحرب عرض الحائط، مع استمرار الصمت الدولي والمؤسساتي على كل هذه التصرفات.
وأضاف: "الطفل الفلسطيني يتعرض لمختلف أشكال المعاناة وأصعبها، وتمارس عليه الحرب النفسية والاعتداءات والحرمان"، داعيًا إلى تكثيف الجهود المحلية والدولية وتضافرها من أجل رسم سياسات عمل وخطط تضمن توفير حماية دولية لهم.