قائد الطوفان قائد الطوفان

انطلاق مؤتمر فلسطينيي أوروبا ببرلين وسط مناهضة إسرائيلية

مؤتمر فلسطينيي أوروبا الثالث عشر يقام ببرلين التي يوجد بها أكثر من 40 ألف فلسطيني
مؤتمر فلسطينيي أوروبا الثالث عشر يقام ببرلين التي يوجد بها أكثر من 40 ألف فلسطيني

برلين-الرسالة نت

انطلقت اليوم السبت بالعاصمة الألمانية برلين فعاليات المؤتمر السنوي الثالث عشر لفلسطينيي أوروبا، في مواجهة حملة سياسية وإعلامية نظمها أنصار إسرائيل في ألمانيا بهدف منع إقامته.

وفشلت ضغوط سياسية وإعلامية مكثفة مارستها منظمات يهودية وصحف موالية لإسرائيل طوال الأيام الماضية في التأثير على مسؤولين ألمان لمنع إقامة المؤتمر أو دفع قاعة أرينا -أكبر قاعات برلين- التي يقام بها المؤتمر لإلغاء عقدهم مع منظمي المؤتمر.

ويشارك في مؤتمر فلسطينيي أوروبا، الذي حمل هذا العام عنوان "فلسطينيو أوروبا والمشروع الوطني الفلسطيني"، 3000 فلسطيني توافدوا من مختلف دول شتاتهم بالقارة العجوز.

وتشارك شخصيات بارزة من فلسطينيي الداخل والخارج، وعدد من كبار الضيوف، من بينهم نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا البروفيسور ياسين أقطاي ووزير العدل والحريات المغربي مصطفى الرميد، إضافة للسفيرة الفلسطينية في ألمانيا خلود دعبيس.

وتنظم في المؤتمر هذا العام جملة من الفعاليات السياسية والفكرية والثقافية والفنية، إضافة لورشات عمل مختلفة، وتلقى فيه كلمات بالنيابة عن شخصيات عالمية أبرزهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وتتصدر معاناة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا منذ اندلاع الثورة هناك عام 2011 مكانا بارزا بأجندة المؤتمر، الذي يقام هذه السنة بالتعاون بين مركز العودة الفلسطيني في لندن والتجمع الفلسطيني في ألمانيا التي يقيم فيها أكثر من 50 ألف فلسطيني يتركز معظمهم بعاصمتها برلين.

وقال رئيس مؤتمر فلسطينيي أوروبا ماجد الزير إن تجدد إقامة المؤتمر هذا العام للسنة الثالثة عشرة دون انقطاع رغم ما واجهه من صعوبات وتحديات يعكس تقدما بأجندته من خلال تناوله لقضايا ذات شأن إستراتيجي من قبيل اندماج فلسطينيي أوروبا ببوتقة العمل الوحدوي والجماعي في مواجهة المشروع الإسرائيلي ضمن عناوين الإجماع الوطني، كحق العودة والقدس والأسرى والمستوطنات ورفع الحصار عن قطاع غزة والنكبة المتجددة في سوريا.

وتوقع الزير، أن يسجل المؤتمر أرقام حضور قياسية، وأشار إلى تميزه هذه السنة بتنوع الضيوف من حيث الخلفيات السياسية وأماكن القدوم، وكثرة ورش العمل وتعدد تخصصاتها، واندماج فلسطينيي سوريا الذين وصلوا للقارة الأوروبية.

وبموازاة انطلاق المؤتمر دعا فرع اللجنة اليهودية الأميركية في برلين إلى مظاهرة للاحتجاج أمام مقر إقامته بالعاصمة الألمانية، وجاءت الدعوة لهذه المظاهرة ضمن حملة إعلامية وسياسية مناهضة للمؤتمر تركزت حول اتهام منظميه بالارتباط بحركة المقاومة الإسلامية حماس و"الإرهاب".

ودشنت صحيفة يوديشا تسايتونغ وصحف تابعة لمجموعة نشر شبرينغر الموالية لإسرائيل هذه الحملة بنشر الأولى تصريحات ليوسف شوستر رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، دعا فيها "لعدم إعطاء منبر للدعاية في ألمانيا لمنظمة إرهابية كحماس".

في السياق نفسه، عبر فيليب مسفيلدر مسؤول السياسة الخارجية بالحزب المسيحي الديمقراطي الحاكم الذي تتزعمه المستشارة أنجيلا ميركل عن رفضه، بمناسبة ذكرى مرور 50 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين ألمانيا وإسرائيل، إعطاء حماس منبرا للتحريض ضد دولة إسرائيل اليهودية.

وقال ميسفيلدر، في تصريحات لصحيفة دير تاجسشبيغيبل، "إن حماس لم تغير تصوراتها الأصولية الإسلامية المعادية للصهيونية، وتستهدف إزالة إسرائيل ونشر الكراهية ضد اليهود، ورفض القيم الغربية كالحرية والديمقراطية وكرامة الإنسان".

من جانب آخر ردت إدارة قاعة أرينا على حملة ضغوط واسعة تعرضت لها لإلغاء المؤتمر بالتأكيد -في بيان صحفي- على أنها تحرت من السلطات الرسمية ولم تجد لديها مانعا قانونيا يحول دون إقامة المؤتمر.

وقال وزير الداخلية المحلي لولاية برلين فرانك هينكل إن ما يمكنه فعله هو الدعوة لعدم استغلال المؤتمر بالتحريض وترديد الهتافات المعادية للسامية.

وتسببت الحملة الإعلامية المناهضة لمؤتمر فلسطينيي أوروبا في إرغام نواب بارزين بحزب اليسار معروفين بتأييدهم للقضية الفلسطينية كالنائبين أنيته غروت وفولفغانغ غيركا على إعلان عدم مشاركتهم في المؤتمر، وبدا هذا الإعلان تخوفا من هؤلاء النواب من تكرار اتهامهم بالعداء للسامية مثلما جرى معهم بعد مشاركتهم في نفس المؤتمر بمدينة فوبرتال عام 2011.

 الجزيرة نت

البث المباشر