قائمة الموقع

الانتخابات وعمليات الطعن ترفع أسهم المقاومة في الضفة

2015-04-27T07:39:57+03:00
صورة للمواجهات في القدس والضفة
غزة- شيماء مرزوق

لم يتوقف نبض المقاومة في الضفة الغربية والقدس على وجه الخصوص رغم كل محاولات الاحتلال (الإسرائيلي) المتسلح بالتنسيق الامني مع السلطة الفلسطينية للقضاء عليها.

اشارات عديدة خرجت مؤخراً تؤكد أنه من الصعب ان يستمر الاستقرار النسبي الذي تعيشه الضفة في ظل كل ما يتعرض له الفلسطينيون هناك من تضييق وهجمات وحملات اعتقال من طرفي السلطة والاحتلال، كما ان حماس بدأت تستعيد الكثير من نشاطها هناك.

 فبعد يومين فقط على اكتساح حركة حماس لانتخابات جامعة بيرزيت والذي قرأ فيه الكثيرون استفتاء على مشروع المقاومة وتأييدا كبيرا لمشروعها جاء تنفيذ عمليتي طعن في ذات اليوم في مدينتي القدس والخليل الأمر الذي أربك قوات الاحتلال واجهزة امن السلطة معاً، حيث تفتح العمليتان الامل أمام تصاعد اعمال المقاومة حتى ولو بشكل فردي.

ويبدو ان المقاومة في الضفة تتخذ في السنوات الاخيرة شكلا جديدا، حيث انها تتصاعد احياناً وتختفي أخرى تبعاً للظروف السياسية والامنية المعقدة هناك، كما ان التنسيق الامني يعتبر من اكبر التحديات امام المقاومة؛ فهو يقضي على كل محاولات المقاومة في مهدها.

القيادي في حركة حماس والناطق باسمها، حسام بدران بارك عمليتي الطعن والدهس وكل أشكال المقاومة في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وأكد أنها تميزت بالبطولة والجرأة.

وأشاد بدران بالمقاومين الذين يتحركون في ظل ظروف بالغة التعقيد، حيث الملاحقة الدائمة والاعتقالات اليومية من قبل الاحتلال، وسيف التنسيق الأمني الذي يسعى إلى إحباط كل عمل مقاوم.

واعتبر ان العمليات تعبر عن مدى تمسك اهالي الضفة بخيار المقاومة، وهذا ما ظهر من خلال العمل الميداني من جهة، ومن خلال صناديق الاقتراع في الانتخابات الطلابية والنقابية.

وتابع "لينتظر الاحتلال من شعبنا ومن رجال المقاومة مزيداً من المفاجآت في المرحلة القادمة".

وتواجه المقاومة معيقات تتمثل في تفكك البنى التنظيمية والقوة العسكرية لمعظم الفصائل الفلسطينية بعد انتفاضة الأقصى، والتضييق الكبير والملاحقات الأمنية التي تعاني منها حركتا حماس والجهاد من قبل السلطة الفلسطينية، الى جانب السيطرة الامنية الكبيرة لجيش الاحتلال في معظم مناطق الضفة الغربية.

كما تمثل العقيدة الأمنية الجديدة التي أعيد تأسيس قوى الأمن الفلسطينية عليها بعد الانقسام أو ما عرف بـ"الفلسطيني الجديد" الذي عمل على صناعته الجنرال كيث دايتون بالتعاون مع السلطة الفلسطينية أبرز عوامل منع المقاومة، هذا عدا عن تكبيل المواطن الفلسطيني اقتصادياً بسبب ارتباط السلطة "عضوياً" بالاحتلال من الناحية الاقتصادية.

وامام هذه المعيقات يمكن الحديث عن ثلاثة سيناريوهات محتملة للمقاومة في الضفة بحسب دراسة اعدها مركز الزيتونة للدراسات والابحاث، الاول وهو الاستمرار في ممارسة المقاومة الناعمة، من خلال بعض الفعاليات المناهضة للاحتلال، دون الاشتباك المباشر مع جنوده المنتشرين بالضفة الغربية وهو سيناريو من المتوقع حدوثه سواء بمفرده، أو بالتزامن مع السيناريوهين التاليين، إذ إن فعالياته لا تتعارض معهما.

والثاني يتمثل في تطور المقاومة الناعمة الموجودة حالياً إلى النوع الثاني وهو المقاومة الشعبية الأكثر إيلاماً وتكلفة على الاحتلال، والتي تشمل قطاعات أكبر من مواطني الضفة الغربية، في حين ان السيناريو الثالث هو اشتعال المقاومة المسلحة في الضفة الغربية على غرار سيناريو انتفاضة الأقصى، ويبدو هذا مستبعد الحدوث في الظروف الراهنة بالنظر إلى طبيعة الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية في الضفة الغربية رغم أنه يملك أرضية خصبة.

المحلل السياسي ياسر الزعاترة أكد في مقال له أن المزاج العام في الضفة الغربية هو مزاج مقاومة وانتفاضة، وليس مزاج تفاوض وتعاون أمني، لكن الجهود المحمومة من الاحتلال والسلطة لا زالت تكبل المقاومة، قائلاً "الاكيد أن الضفة على موعد مع الانتفاضة ولابد أن يأتي مهما تمكن رموز التعاون الأمني من تأخيره".

الواضح أن استشعار السلطة بخطورة أي انتفاضة او عمليات مقاومة على مشروعها السياسي رغم فشله يدفعها لبذل كل ما في وسعها لإخماد أي فتيل لإشعالها، لكن المؤشرات تؤكد أنه لا يمكنها أن تمنع اندلاع انتفاضة إلا بالقضاء على مبرراتها وليس التصدي لإرهاصاتها.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00