لم يكن يتخيل أشد المتشائمين أن يرى فريقي خدمات النصيرات والبريج في المركزين الأخيرين لمسابقة دوري الدرجة الممتازة، وذلك قبل أربع مراحل فقط على النهاية.
ورغم أن الفريقين كان الأكثر ضما للاعبين خلال الانتقالات الصيفية الماضية، إلا أن هذا الأمر انعكس سلبا عليهما داخل "المستطيل الأخضر" في المباريات هذا الموسم.
فريق كامل!
لم يحافظ خدمات البريج على تركيبته الأساسية التي ساهمت في صعوده للممتازة الموسم الماضي، بعدما تخلى عن أبنائه، قبل أن يجلب 19 لاعبا جديدا، لتكون المحصلة الطبيعية الخسائر المتكررة في المسابقة، لأن الجدد بحاجة لفترة من أجل الانسجام.
ومن المعروف أنه في حالة جاء لاعب أو لاعبان جديدان لأي فريق، فإنهما بأمسّ الحاجة لفترة ليست بالقصيرة للتفاهم، فكيف لتشكيلة كاملة أن تحقق هذا خلال أول موسم تلعبه مع الكبار؟.
مجلس الإدارة برئاسة أسامة الكرنز آنذاك، أنفق حوالي 45 ألف دولار نظير التعاقد مع لاعبين بعضهم من المميزين، لكن حلقة الوصل كانت مفقودة بينهم في المباريات، مما انعكس سلبا على النتائج.
وكانت السقطات في المباريات أمرا حتميا للفريق الذي يشارك لأول مرة بلاعبين جميعهم من خارج مخيم البريج.
ورغم أن بعضهم ظهر بشكل جيد في المباريات، إلا أن هذا لم يشفع لـ"ابن المنطقة الوسطى" بتحقيق الانتصارات التي تجعله متواجدا في المنطقة الدافئة.
صفقات عشوائية
وإذا كان البريج قد اعتمد على الأسماء، فإن جاره النصيرات أجرى صفقات "عشوائية" كمّا لا نوعا، دون النظر لاحتياجاته في المراكز.
الإدارة التي جاءت الصيف الماضي برئاسة جمال أبو يوسف، أنفقت حوالي 20 ألف دولار على اللاعبين الجدد، الذين لم يصنع أغلبهم أي بصمة مع الفريق خلال مباريات الموسم الجاري.
مجلس إدارة "الغواصة الصفراء" كان بإمكانه أن يتخذ اتحاد الشجاعية قدوة له في سياسة تعامله مع سوق الانتقالات، إذ أن الأخير تعلم درسا لا يُنسى، عندما كان قاب قوسين أو أدنى من الهبوط الموسم الماضي، لكنه الآن يحتل الصدارة، واقترب كثيرا من إحراز اللقب للمرة الأولى في تاريخه.
الشجاعية تعامل في الانتقالات بصورة مدروسة، حيث جلب عددا قليلا من اللاعبين في المراكز التي يحتاجها، على عكس النصيرات الذين نظر للكمّ، دون تطلعه لمسألة مهمة وهي الانسجام في التشكيلة.
حال الفريقين الآن لا تسر أحدا، لتصدق في النهاية المقولة السائدة "المال والصفقات ليس كل شيء في عالم كرة القدم، وإنما الانتماء والعزيمة والإصرار الحل الأبرز لأي فريق ينوي القتال في الملعب".