تمكنت المقاومة الشعبية من تخفيف ضغط الحوثيين على عدن، وواصلت التقدم في أكثر من محور على جبهات متعددة ومتزامنة في محافظتي تعز وشبوة، إلا أن القصف العشوائي في تعز وعدن يقتل المزيد من المدنيين.
وقال مراسل الجزيرة في عدن، حمدي البكاري، إن المقاومة تحقق تقدما في العديد من الأحياء بالتزامن، تساعدها في ذلك ضربات جوية وجهت لإمدادات الحوثيين القادمة لدعم تمركز مقاتليهم في أكثر من منطقة في محافظة عدن.
وأضاف المراسل أن بعض هذه الضربات أخطأت أهدافها كما حدث اليوم في منطقة كريكر، حيث أصاب صاروخ أحد الأحياء السكنية فدمر منازل، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من هذه الضربة التي وقعت بالقرب من منطقة معاشيق في منطقة القطيع.
وأوضح أن الحوثيين يقصفون عشوائيا الأحياء السكنية في منطقة خور مكسر ويبسطون نفوذهم أمام المنطقة في أكثر من مكان، لكن المقاومة تسيطر داخل الأحياء وفي واجهتها.
وقال المراسل أيضا إن القناصة ينتشرون حول التلال، في حين دارت مواجهات بين المقاومة الشعبية والحوثيين في المعلا، وكذلك في منطقة خور مكسر حيث الأمور هناك بين كر وفر ومواجهات مستمرة.
وأفاد أن المعارضة في مناطق أخرى من عدن توجه قذائفها لمواقع أخرى للحوثيين في المطار ومنطقة العريف وأماكن يتحصن فيها الحوثيون، مستنتجا أن المقاومة في عدن صامدة فعلا ولكنها ربما تحتاج إلى مزيد من الدعم وإعادة تنظيم الصفوف.
قتلى بتعز
وفي تعز بجنوب غرب اليمن، سيطرت المقاومة على الأحياء من الداخل، لكن الحوثيين انسحبوا إلى التلال والجبال المطلة على المدينة وبدأوا بالقصف العشوائي على الأحياء السكنية، مؤكدا وجود العديد من القتلى من المدنيين.
وقد أفادت مصادر للجزيرة أن 14 مدنيا قتلوا هناك في قصف عشوائي للحوثيين على أحياء بالمدينة، وكان من بين الأهداف التي أصابها القصف مستشفى الثورة.
وحصلت الجزيرة على تسجيل مصور يُظهر استهداف الحوثيين وموالين لهم بالدبابات حيا سكنيا وسط تعز، حيث كانت المدينة هدفاً لأعنف قصفٍ بالدبابات والقذائف يستهدف المناطق والمباني السكنية ومقار مدنية حيوية.
وأظهرت صور، بُثت على شبكة الإنترنت، جرحى في شوارع حي المسبح بمدينة تعز الأحد، وذلك جراء القصف العنيف والعشوائي من مليشيا الحوثي لهذا الحي ومناطق أخرى بالمدينة.
وعجزت فرق الإسعاف التي تعمل في ظروف صعبة عن الوصول إلى الجرحى والقتلى، بينما تدخل بعض الأهالي لمحاولة إنقاذ بعض الجرحى وإيصالهم إلى المستشفيات القليلة العاملة بالمدينة.
وتظهر طبيعة الإصابات أن الحوثيين استخدموا الدبابات والمدفعية الثقيلة في قصف حي المسبح.
ومن جهة أخرى، قالت المصادر إن الوضع الإنساني في تعز يتدهور بسبب انقطاع الكهرباء ونقص الوقود.
وأضافت أن عددًا من الأشخاص قتلوا، وأصيب نحو سبعين أغلبهم مدنيون، بسبب قصف عشوائي شنته مليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح بمدافع الدبابات على أحياء سكنية في المدينة، ما دفع كثيرًا من سكانها إلى النزوح.
خسائر الحوثيين
أما في محافظة شبوة، فأفاد مراسل الجزيرة أن 12 من أفراد مليشيا الحوثي والقوات الموالية للمخلوع سقطوا بين قتيل وجريح جراء قصف مواقعهم في مناطق غرب عتق وبيحان.
وفي مناطق أخرى خارج عدن، قال المراسل البكاري إن معارك تدور في منطقة لحج، حيث يحاول الحوثيون من خلال منطقة الوصل التقدم باتجاه عمران واقتحام عدن مرة أخرى من الناحية الغربية.
وفي محافظة أبين، تدور مواجهات عنيفة بين المقاومة الشعبية والقوات الموالية للمخلوع، في حين تتعرض الضالع لحملات قصف عنيف من قبل الحوثيين.
الجزيرة نت