قالت مجلة "الايكونومست" البريطانية إنه برغم الاضطرابات حول (إسرائيل)، إلا أنها تعيش حالة أمنية نادرة، فالجارة مصر بعد الإنقلاب العسكري؛ أصبحت صديقة مقربة تشارك إسرائيل كراهيتها لحركة حماس في قطاع غزة.
وعلى الصعيد العربي, فالوضع السعودي الإيراني تغير لصالحها، والوهن الذي أصاب العراق بسبب الحرب الأهلية، وانفجار سوريا، كل هذه المعطيات، جعلت خصوم إسرائيل من العرب، "مشغولين كثيراً عن محاربة العدو الصهيوني" كما تقول المجلة.
وتتابع "الايكونومست" لكن يبقى اثنان من المخاوف التي قد تهدد إسرائيل إقليمياً، أحدها هو إيران، فإسرائيل مقتنعة تماماً أن الجمهورية الاسلامية تسعى لصنع أسلحة نووية تحت ستار مشروع للطاقة النووية، وقد نددت اسرائيل بمحادثات الولايات المتحدة مع إيران واصفة الصفقة الأخيرة بـ "الصفقة السيئة"، أما التهديد الثاني، والأكثر إلحاحا للقلق هو "عميل إيران في لبنان، حزب الله".
وأضافت "الايكونومست" أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية قدرت أن الحزب يمتلك أكثر من 100 ألف صاروخ متعدد الاستخدامات، وهذا ما يثير خوف إسرائيل، وقد حذر قائد قيادة الجبهة الداخلية السابق الميجر جنرال ايال ايزنبيرغ من أن أي مواجهة مستقبلية مع حزب الله، فإنه ما بين 1000-1500 صاروخ سيطلق يومياً على إسرائيل.
وحول الحرب الدائرة في سوريا، أوضحت المجلة أن حزب الله كان يعتبر نفسه القوة الرائدة في مقاومة إسرائيل، إلا أنه يقاتل زملاءه العرب في سوريا والعراق، وقد أصبح –بحسب المجلة- الضامن الرئيسي لنظام الرئيس بشار الأسد، وهذا يعني أن حدود إسرائيل الشمالية مع سوريا في هضبة الجولان، والتي كانت الأكثر هدوءاً لم تعد مستقرة، وجنرالات إسرائيل أعطوا تحذيرات سابقة لحزب الله "من فتح جبهة ثانية ضد إسرائيل في الجولان".
في يناير الماضي استهدفت غارة إسرائيلية بطائرة دون طيار قافلة قرب الحدود مما أسفر عن مقتل قائد عمليات حزب الله في الجولان وجنرال من الحرس الثوري الإيراني. انتقم حزب الله بهجوم صاروخي على دورية إسرائيلية، مما أسفر عن مقتل جنديين.
والآن يتصاعد التوتر مرة أخرى، بعد سلسلة من الحوادث بالقرب من الحدود، ففي 24 أبريل تعرضت قاعدة صواريخ للجيش السوري في جبال القلمون بالقرب من الحدود اللبنانية لغارة جوية. بعدها بيومين اعترف موشيه يعلون، وزير الدفاع، بالغارة، قائلاً: "لن نسمح لأسلحة عالية الجودة أن تنتقل لمنظمات إرهابية، وعلى رأسها حزب الله."
أدى ذلك لوقوع حادثين في ذات المساء، فالطائرات هاجمت وقتلت أربعة كانوا قد زرعوا عبوات ناسفة على طول الجانب الإسرائيلي من الحدود مع الجولان، ووقع هجوم ثان على قاعدة سورية أخرى في القلمون.
وترى المجلة أن إسرائيل تود إرسال إشارة مفادها أنها مستعدة لضرب حزب الله، إما بسبب أن وجوده في الجولان أصبح بشكل تهديدا أكبر، أو لأن إسرائيل تعتقد أن امتداد عمليات حزب الله في سوريا والعراق قد يشكل خطراً أكبر على ميزان الصراع بينهما.
وختمت المجلة أن الكثير في الجيش يعتقدون أن المواجهة مع حزب الله أمر لا مفر منه، ورغم أن خوض الحزب لحروب أخرى في غضون سنوات قليلة، إلا أنه يمكن أن يستعيد عافيته، وفي غضون ذلك، فان اسرائيل تسعى لتحقيق مكاسب قصيرة الأجل، عن طريق تسويق أن أي صفقة مع إيران قد تشكل تهديداً للمنطقة بواسطة "أن حزب الله متواجد حول الجولان".