تعلم ركوب الخيل وأتقن فنونها، فبدأ البحث عما هو جديد ليطوّر هذه الرياضة ويتميز عن غيره من فرسانها، فما كان منه إلا أن استغل لياقته البدنية العالية وسنوات تدريبه المتواصلة ليُضفي عليها حركاتٍ تسر الناظرين.
في نادي الأصيل للفروسية غرب مدينة غزة، تمرن عبدالرحمن الخالدي على القيام بحركاتٍ تُظهر لياقته وتمكنه القفز من على ظهر الخيل وتنفيذ حركات رياضة "الباركور" الشهيرة والمعروفة بخفة لاعبيها وسرعة حركتهم.
يقول الخالدي لـ : "وجدت قدرةً لديّ على القيام بحركات مختلفة على ظهر الخيل للفت أنظار الجميع، وجربت ذلك مراتٍ عدة، وفي كل مرة كنت ألاقي تشجيعًا ودعما كبيرين".
الخالدي مدربٌ للجمباز والباركور، وحاصل على عدة جوائز في مسابقات محلية، أوضح أن عملية الدمج بين رياضتي ركوب الخيل والباركور ليست بالأمر السهل، مبينًا أنها تحتاج جرأة وقوة بدنية عالية.
وأضاف: "رياضة الباركور معروفة بخطورتها، وبعدما قمت بدمجها برياضة ركوب الخيل أصبحت أكثر خطورةً، بالتالي فإن لكل حركة من حركات هذه الرياضة الجديدة حساباتها".
ورغم إتقانه لحركاتٍ عدة من هذه الرياضة الجديدة، إلا أن الخالدي يرى أنه ما زال بوسعه القيام بالمزيد منها، والعمل على تطويرها بشكلٍ تدريجي ليكون أول ممارسي هذه الرياضة على مستوى القطاع، قبل أن يبدأ بتدريب طلبة جدد على تجربتها.
"نطمح في نادي الأصيل إلى إعداد وتجهيز الفرسان المبتدئين وتطوير قدراتهم من مجرد ركوب الخيل وممارسة القفز إلى ممارسة حركات الجمباز والباركور عليها في آن واحد"، يُتابع الخالدي.
ويصف نظرات المشاهدين لحظة ممارسته حركات هذه الرياضة الجديدة بأنها "مشجعة وتحفيزية"، موضحًا أنه دائما ما كان يلقى التشجيع والتصفيق على حركاته، كونها الأولى من نوعها ولم تعهدها أعينهم مسبقًا.
زميله الفارس عبدالرحمن دياب، والحائز على المركز الأول في عدة مسابقات لرياضة قفز الحواجز عبر الخيل، كان من أشد المشجعين له على الاستمرار في تدريباته لإتقان الدمج بين الرياضتين، مبديًا استعداده لتقديم كامل المساعدة له.
ويرى دياب أن الخالدي مزج بين اثنتين من الرياضات الأهم على مستوى العالم، مُعربا عن إعجابه الشديد بهذه الفكرة باعتبارها شكلاً خارجا عن المألوف وجديدا من نوعه.
ولفت إلى أن قطاع غزة يضم فرسانا يتقنون رياضة ركوب الخيل والقفز بها، إلا أن الحصار المفروض وانقطاعهم عن العالم الخارجي يحول دون تطوير مهاراتهم والاختلاط بنظرائهم من الفرسان الدوليين أو المشاركة في مسابقات عالمية.
وقال دياب: "رغم منع الاحتلال لإدخال الأنواع الجيدة من الخيل والمخصصة للسباق وقفز الحواجز، إلا أننا في غزة عملنا على تربية العديد منها وتدريبها من نقطة الصفر وتكوين علاقة الانسجام العالي بين الفارس وخيله".
ويؤكد دياب أن فرسان غزة بإمكانهم مضاهاة نظرائهم الدوليين، علاوة على تشكيلهم "رابطة فرسان فلسطين" كاتحاد جامعٍ لهم، فيما حددوا يومًا ليكون "يوم الفارس الفلسطيني" يصادف الخامس والعشرين من ابريل/نيسان من كل عام.
ووجه دياب رسالته إلى الشباب الغزي بضرورة استغلال أوقاتهم وممارسة مختلف أنواع الرياضات المتوفرة في القطاع، باعتبارها نوعًا من تفريغ طاقاتهم والمحافظة على عزيمتهم وإثبات صمودهم أمام الانتهاكات المستمرة والتضييق الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي.