لم يدر بخلد الطفل خالد الشيخ أن "طشة" برفقة صديقه ستلقي به إلى أحد سجون الاحتلال (الإسرائيلي).
"خالد الشيخ".. عندما يرد إلى ذهنك هذا الاسم تعود الذاكرة إلى الوراء، لاسترجاع معاني سلب حرية الأطفال التي ينتهجها الاحتلال (الإسرائيلي).
ويعتبر الشيخ أصغر أسير في العالم ويبلغ من العمر 15 عامًا، واعتقلته قوات الاحتلال في منطقة قريبة من الساحل الفلسطيني تسمى الجبعة، تبعد عن الجدار قرابة 100م.
رحلة العذاب من بداية الاعتقال وحتى الإفراج يرويها خالد لـ "الرسالة": "كنت في نزهة مع أحد أصدقائي، وبعد السير على الأقدام لمدة تزيد عن النصف ساعة، وجدنا أنفسنا في منطقة جبعة القريبة من الجدار الفاصل".
ويقول الشيخ: "على بعد مائة متر من تلك المنطقة، تقدّمت قوات الاحتلال صوبنا، ووجهت سلاحها نحونا، في إشارة لنا بالتوقف".
"على بُعد خطوات قليلة رفع أحد الجنود سلاحه، وضربني على رأسي، فسقطت أرضًا، وغبت عن الوعي، ولم أعلم ما حل بصديقي"، يضيف الشيخ.
وأصدرت محكمة الاحتلال حكمًا بالسجن لمدة أربعة شهور على الأسير خالد، بعد اتهامه بـ"إلقاء الحجارة وقطع الطريق على سيارات المستوطنين"، حيث مكث تلك المدة في قسم (13) بسجن عوفر المخصص للأشبال الفلسطينيين.
الاحتلال الذي لم يميز في تعامله مع الأسرى صغارا وكبارا أهمل كعادته الوضع الصحي للشيخ والذي كان يعاني من فقر دم حاد يتسبب له بالدوار بين الفينة والأخرى، فحرمته من جرعاته الدوائية التي يحتاجها بانتظام واكتفت بمنحه "حبة اكمول".
ويقول خالد إن الاحتلال حرمه التواصل مع ذويه الأمر الذي صعب لحظات الانتظار بالنسبة له.
يقاطع والد الطفل ابنه ويقول والألم باد على صوته: "حتى خلال محاكمته لم يسمح لنا الاحتلال بلمس يديه".
ويشير إلى أن الاحتلال منح والدته وشقيقاته تصريحًا لزيارته بتاريخ 5/تموز، أي بعد أكثر من عشرة أيام على انتهاء حكمه والإفراج عنه، كما كان مقررًا.
"إجرام، وإهمال طبي، وكل أنواع المعاناة، ولك أن تقول ما تشاء" يضيف حسام الشيخ والد الطفل.
وفي الوقت ذاته، لم ينس والد الأسير توجيه التحية لكل الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة، ولكل من ساند ابنه وتحرّك من أجله.
ويذكر أن قوات الاحتلال أفرجت عن الطفل الشيخ منتصف الشهر الجاري، بعد أن أمضى 100 يوم من محكوميته، ودفع غرامة 2000 شيكل، وبعد حملات شعبية ودولية طالبت بالإفراج عنه لتردي وضعه الصحي.