غادر وزير الخارجية الأميركي جون كيري مطار العاصمة الصومالية مقديشو بعد ظهر اليوم متجها إلى جيبوتي، وذلك بعد زيارة لم يعلن عنها مسبقا للصومال.
وبحث كيري، في مطار مقديشو مع الرئيس الصومالي حسن الشيخ محمود ورئيس وزرائه عمر عبد الرشيد، ملفات عدة أبرزها ملف "الإرهاب" وآخر التطورات السياسية والأمنية في البلاد، وتحقيق رؤية 2016 في البلد.
وإلى جانب وزراء الحكومة، شارك في الاجتماع الذي استغرق أقل من ساعتين رؤساء الإدارات المحلية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف إن الوزير أكد التزام واشنطن بدعم العملية الانتقالية الجارية في الصومال من أجل ديمقراطية سلمية.
ووصف مسؤول أميركي كبير الزيارة "التاريخية" بأنها "ستوجه رسالة قوية بشأن التزام أميركا تجاه الصومال".
وتُعد زيارة كيري للصومال الأولى من نوعها منذ 25 عاما، بعد الإطاحة بنظام سياد بري عام 1991.
ويواجه الصومال صعوبة في إعادة البناء بعد أكثر من عقدين من الحرب الأهلية، ومؤخرا مجابهة تمرد حركة الشباب المجاهدين المحسوبة على تنظيم القاعدة.
يُذكر أن الولايات المتحدة فشلت في تدخلها العسكري بالصومال مطلع تسعينيات القرن الماضي تحت راية الأمم المتحدة والتي انتهت بما سمى كارثة "بلاكهوك داون" في الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول 1993، أي معركة مقديشو التي أسقطت خلالها مروحيات أميركية وقتل فيها 18 جنديا.
والحكومة الحالية بالصومال، على غرار الحكومات السابقة، تتلقى دعما عسكريا وماليا من المجموعة الدولية، وهي غير قادرة على بسط سلطتها خارج العاصمة وضواحيها.
وكانت الولايات المتحدة اعترفت قبل سنتين ونصف السنة بالحكومة الصومالية، بينما استقبل الرئيس باراك أوباما في يناير/ كانون الثاني 2013 الرئيس الصومالي.
وحركة "الشباب المجاهدين" التي تقود تمردا مسلحا منذ 2007 تراجعت عسكريا أمام قوة الاتحاد الأفريقي لكنها تكثف هجماتها بالصومال وكينيا المجاورة، وكانت واشنطن خصصت منذ ثماني سنوات أكثر من نصف مليار دولار للقوة الأفريقية بالصومال.
وخاض الأميركيون، من جهة أخرى، في السنوات الماضية، عمليات عسكرية في الصومال، وهجمات بطائرات بدون طيار وعمليات كوماندوز ضد حركة الشباب.