على الرغم من المنتجات المتنوعة والخدمات العديدة لشركة غوغل، يبقى محرك البحث التابع لها والمتربع على عرش قائمة أكثر محركات البحث استخداما، أحد أهم منتجات الشركة وأبرز مصدر لدخلها.
ويخضع محرك بحث غوغل لمنافسة محركات بحث طورتها بعض الشركات الكبرى، لكن لا تبدو تلك المحركات قادرة على منافسة غوغل، على الأقل في المدى المنظور، في حين تطمح شركات مغمورة وناشئة إلى وضع حد لسيطرة غوغل على البحث عبر شبكة الإنترنت من خلال تطوير وطرح تطبيقات مخصصة للبحث في مجالات لا يمتلك محرك غوغل اليد الطولى فيها، مثل البحث خلال تطبيقات الأجهزة الذكية.
وفي تأكيده على هذه الفكرة، أشار بوبي لو -مؤسس شركة "فورب" الأميركية الناشئة المتخصصة في مجال البحث عبر تطبيقات الهواتف الذكية- إلى سعي العديد من الشركات الناشئة، ومنها شركته، لتحدي غوغل في مجال البحث.
فبعد أكثر من عقد من السيطرة الواضحة لغوغل على مجال البحث عبر الإنترنت، بدأت جهات متنوعة إنفاق ملايين الدولارات على الشركات الناشئة بهدف منع غوغل من السيطرة على البحث عبر الأجهزة المحمولة بنفس الطريقة التي سيطرت بها على البحث عبر الحواسيب الشخصية.
غوغل تقود البحث عبر الإنترنت لكنها لا تزال ضعيفة في مجال البحث عبر التطبيقات (غيتي)
وبحسب شركة "سي بي إنسايتس"، فقد تم تمويل 27 شركة بغرض التطوير في مجال البحث عام 2014، و33 شركة في العام الذي سبقه، في حين أن أكبر قفزة في هذا المجال كانت في مارس/آذار الماضي، عندما بدأت بعض الشركات باستخدام طريقة "الروابط العميقة" بغرض ربط تطبيقات الهواتف الجوالة بنفس الطريقة التي ترتبط بها مواقع شبكة الإنترنت.
وتتوقع إنسايتس أن تشهد صناعة البحث عبر التطبيقات اهتماما متزايدا يساهم بدفع العديد من الشركات إلى استثمار الأموال الضخمة، إلى جانب دخول العديد من الشركات هذا المجال الذي يستقطب حاليا بعض الشركات على غرار "كويكسي"، التي تعمل على طرق لتسهيل البحث عبر التطبيقات، وشركة "يو آر أكس"، التي تحاول ربط التطبيقات لتسمح للأشخاص بتنفيذ إجراءات متنوعة اعتمادا على ذلك، بالإضافة إلى عمل بعض الشركات على أفكار مثل تطوير أدوات للبحث خلال تطبيقات الدردشة.
وفي تعقيب منه على مدى أهمية تطوير أدوات للبحث عبر تطبيقات الهواتف المحمولة، أشار جون ليلي -من شركة "غرايلوك بارتنرز" المهتمة في مجال البحث عبر التطبيقات-إلى ضعف قدرة محرك غوغل في هذا المجال، على الرغم من سيطرته المطلقة على البحث عبر الإنترنت.
ومن الجدير ذكره أن العديد من الشركات الناشئة التي تعمل على أدوات للبحث خلال تطبيقات الهواتف تمتلك صلات بشكلٍ أو بآخر مع غوغل، فعلى سبيل المثال، تم تأسيس شركة "يو آر أكس" من قبل أحد الموظفين السابقين في غوغل، كما تم دعم الشركة ماديا من قبل غوغل، في حين تم تأسيس "بينتو" -وهو تطبيق يقدم نصائح للمستخدم عن التطبيقات استنادا إلى تجاربه السابقة- من قبل إداري سابق في "يوتيوب".
وتتميز الهواتف الذكية على الحواسيب بمرافقتها الدائمة للمستخدم، مما يسمح لها بجلب العديد من المعلومات الهامة على غرار موقعه، وبالتالي يمكن لتطبيقات البحث عبر الهواتف الذكية أن تجلب نتائج بحث مميزة، كأن تقوم بعرض قائمة بالأفلام المتوفرة في دور السينما المجاورة لمكان المستخدم لدى قيامه بالبحث عن فيلم معين، أو جلب روابط من تطبيقات أخرى تسمح للمستخدم بمشاهدة الأفلام.
ومن المؤكد أن غوغل لن تكون عاجزة عن المنافسة في مجال البحث عبر تطبيقات الهواتف الذكية، فهي تعمل على ابتكار أدوات متنوعة تعتمد على طريقة "الروابط العميقة"، بشكل يسمح لمحركها بجلب معلومات من التطبيقات إلى جوار مواقع الإنترنت.