قتل أكثر من مائة شخص وأصيب العشرات أمس الاثنين في قتال وُصف بالأعنف بين قبيلتي "الرزيقات" و"المعاليا" في ولاية شرق دارفور بغرب السودان بسبب خلافات على الأراضي واتهامات متبادلة بسرقة المواشي، وفقا لمصادر محلية.
واندلعت المواجهات التي استخدمت فيها أسلحة ثقيلة, قرب منطقة "أبو كارنكا" التي تبعد نحو 300 كيلومتر شمال شرق مدينة الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور.
وقال رئيس شورى قبيلة المعاليا الشيخ مردس إن 63 شخصا من أبناء قبيلته قتلوا في المواجهات, وأصيب نحو عشرين آخرين.
كما قال مسؤول شباب قبيلة المعاليا أزرق حسن حميدة لوكالة الصحافة الفرنسية إن مسلحين من قبيلة الرزيقات شنوا صباح أمس هجوما من ثلاثة محاور بواسطة أسلحة ثقيلة بينها الراجمات.
ومن جهته ذكر النائب عن دائرة أبو كارنكا أن مسلحي الرزيقات قتلوا أكثر من ستين شخصا من قبيلة المعاليا, وتركوا أثناء انسحابهم جثث 36 قتيلا.
وأوضح أحد السكان أن القبيلتين حشدتا للمعركة قبل ثلاثة أيام, وأضاف أن القتال بدأ صباح أمس بعدما انسحبت القوات الحكومية التي كانت تفصل بين الطرفين.
وكان ممثلون للقبيلتين اجتمعوا في فبراير/ شباط الماضي بمبادرة من الحكومة السودانية في محاولة لحل الخلافات بينهما, بيد أن الاجتماع انتهى بلا نتيجة.
وبينما تجنبت الحكومة السودانية التعليق على الحادث, أعربت البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لحفظ السلام بدارفور(يوناميد) عن قلقها الشديد إزاء ما وصفتها بالأوضاع المتوترة بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا في ولاية شرق دارفور.
وتسببت المواجهات القبلية والمعارك بين القوات السودانية ومتمردين في إقليم دارفور خلال السنوات الماضية في نزوح عشرات الآلاف عن مدنهم وقراهم, واضطر كثير منهم إلى العيش مؤقتا في مخيمات تشرف عليها الأمم المتحدة.