قائمة الموقع

"مريم" والرسالة التي بقيت فوق الركام

2015-05-13T09:52:00+03:00
الطفلة مريم
الرسالة نت- مها شهوان

 

بلمح البصر اختفى بيت الطفلة مريم عبد القادر (9 أعوام) بعدما قصفته طائرات الاحتلال في عدوانها الاخير، فذكريات الطفولة اندثرت تحت الركام برفقة ألعابها وملابسها الجميلة عدا رسالة خطتها بقلمها لوالديها وجدتها تحت انقاض المنزل بعد ايام من تدميره.

بمجرد أن لمحت مريم رسالتها وهي تزور بيتهم المهدوم برفقة والدها علهم يجدون شيئا يمكن استخدامه، تركت يد والدها وهرعت إلى رسالتها وكأنها وجدت كنزا ثمينا حسب قولها.

ورغم صغر سن الطفلة إلا أنها تجيد الكتابة بلغتين إلى جانب العربية الأم وهما الانجليزية والفرنسية، فهي تعبر عما يجول بداخلها من مشاعر خاصة بعدما قصف بيتهم أمام عينيها.

أخشى الحرب

التقت  مريم بالقرب من بيتهم المهدوم بحي الرمال لتروي ما حدث معها لحظة قصف بيتهم المكون من طابقين قائلة: "جاءنا بلاغ بضرورة الاخلاء فلم يكن بالبيت سوى والدي واخوتي الصغار وجدتي(..) لم نستطع اخذ شيء معنا فخرجنا مسرعين إلى بيت الجيران"، متابعة: خلال ثوان تصاعد الدخان ولم نر أي ملامح للبيت".

بعد أيام حاولت الصغيرة برفقة أقاربها الذهاب لبيتهم لكن ملامحه كانت مختفية فلم يجد والدها الطبيب شهاداته، أو أي شيء يحتفظون به من بيتهم القديم فكل شيء بات محروقا عدا تلك الرسالة التي نقشت على لوحة خشبية صغيرة.

كل صباح قبل خروج مريم لمدرستها تقف على شرفة بيتهم المستأجر تنظر إلى مساحة فارغة كان يقام عليها بيتهم الصغير، فتمسك "الايباد" الخاص بها وتكتب مشاهد لاتزال محفورة داخل ذاكرتها، تقول بابتسامتها الخجولة: "منذ عودتي للمدرسة بداية الفصل كنت أقص على صديقاتي ما حصل لدرجة أنهن أصبحن يحفظن ما حدث معي، لذا قررت أن أكتب بكل اللغات التي تعلمتها".

 وتروي أنها كانت قبل العدوان الأخير تكتب رسائل لصديقاتها في مناسباتهن الخاصة، وكذلك لوالدتها حينما ترتكب "مصيبة" حسب تعبيرها، كألا تقوم بالعناية بإخوتها أو مراجعة دروسها رغم أنها اعتادت الحصول على المرتبة الأولى طيلة سنوات دراستها.

رغم  ابتسامة مريم طيلة الحديث إلا أن دمعتها كانت حاضرة بمجرد الحديث عن بيتهم القديم وذكرياتها وعائلتها، تقول: "اكتب باللغة الأجنبية لأقرأ ما كتبت امام الاجانب الذين يأتون لمدرستنا(..) اريد أن يعرفوا كم هم اطفال غزة مجروحون".

قاطعت حديثنا شقيقتها الصغيرة دانية قائلة بكلماتها البسيطة: "كل يوم مريم تكتب وتقرا بصوت عالي".

أما شقيق مريم الذي يصغرها بعام فهو يعبر عن مشاهد القصف برسومات بسيطة فأول رسمة له كانت بعد عودته للمدرسة بيت مهدم يخرج منه رجل بعكازين فهو اختصر حال والده الذي كسرت رجلاه قبل الحرب بأيام.

كلمات الطفلة تفوق سنوات عمرها فبحسب قولها تتمنى أن تقول لكل شخص تقابله أن بيتهم قصف، لكنها سرعان ما تتراجع كون الاف البيوت قصفت كبيتهم وحالها افضل من بقية الاطفال الذين يعيشون في المدارس.

ونهاية حديثها أخبرت : "قبل النوم ادعو الا تعود الحرب واخشى ان توقظني أمي وتخبرني أن بيتنا الحالي سيتم قصفه من جديد "، متابعة: اشتقت كثيرا لبيتنا القديم وسأبقى اكتب ذكرياتي فيه بكل اللغات حتى يصل صوتي لأطفال العالم.

 

اخبار ذات صلة