قائمة الموقع

"راجع على بلادي" .. حلم العودة للديار بحرًا

2015-05-13T15:37:03+03:00
10985457_823895127690470_2296732715948494343_n
غزة- محمد أبو زايدة

امتزجت مشاعر الحاجة وداد الحيوي (75 عامًا) بين الحلم والحنين للعودة إلى بلادها، ولم تخفِ ابتسامتها المتسللة من بين تجاعيد وجهها الذي يروي نكبة عاصرتها، بعدما دعتها مؤسسة "تمكين المرأة" للمشاركة في فعاليات إحياء الذكرى السنوية الـ(67) للنكبة.

تنهيدةٌ من صميم القلب أخرجتها وداد عند سؤالها "ما أوّل ما ستفعلينه لو عدتي الآن على هذا المركب إلى بلدك". أجابت بعد هنيةٍ من الصمت ودمعتها تتجافى في عيونها قائلة "أنا نفسي أندفن تحت شجرة الجميزة بأرضنا.. يوم المُنى أبوس تراب بلدي".

على متن مراكبِ صيدٍ في ميناء غزة جلس ما يزيد عن خمسين مسنًا ومسنة من مخيم النصيرات، رافعين علم فلسطين، وشعاراتٍ خطّت باليدِ مكتوبا عليها (راجع على بلادي، أرضنا لا بد إلا أن تعود لنا، العودة حقٌ مقدّس لا يمكن التنازل عنه، حق العودة وتقرير المصير شعارنا ودستور حياتنا، سنبقى الاوفياء وان نستمر في النضال حتى العودة".

والله لنرجع

الحاجة نهاد متولي والتي صعدت على متن المركب بصعوبة، تعبّر عن لهفتها للعودة إلى الديار قائلة "بدكم ترجعوني على بلدي الآن".

التقطت الحاجة أنفاسها جالسة على مقعدٍ بالمركب، متوشّحة بمنديلها الأبيض الذي يخفي تحته شعرًا غزاه الشيب. يحكي قصة عجوز مضى من عمرها سبعون عامًا وهي ترقب عودتها لبلدتها التي هجّرت منها، تقول "والله لنرجع، إن مش اليوم بكرة، ولو ما رجعنا احنا أولادنا راح يرجعوا لأرضنا".

"الحق ما عمره بيضيع لو ظل الباطل مسيطر عليه مئات السنين"، وتضيف الحاجة نهاد مخرجة مفتاح بيتٍ أثري جلبته معها، " هاد مفتاح بيتنا أبوي أعطاني اياه، راح يتوارثه أولادي مني حتى يدخلوا أراضينا المحتلة فاتحين".

من عبق الجراح التي تراكمت في أذهان المسنين، ينساب حديثهم الذي جمعهم على متن المراكب، يتسامرون ذكرياتِ العودة، وحقّها، ويعبّرون عن شوقهم إلى بلادهم التي هجّروا منها، مفتخرًا كلٌ منهم بما تشتهر به بلدته الأصلية.
67 عاما لم تمحُ ذكريات النكبة من أذهان الأجداد، فكلّما جالست عجوزًا يحدثك عن هجرته من دياره عام (1948)، وعن تخاذل العرب في تحرير البلاد، والنكبات المتتالية عبر السنين؛ إلى واقعنا الذي نعيشه اليوم.

وكانت الأمم المتحدة قد تبنت في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 1947 خطة لتقسيم فلسطين بين دولتين مستقلتين واحدة يهودية والثانية عربية، وتنص الخطة أيضا على نظام خاص لمدينة القدس.

ويؤكد لاجئون ووثائق فلسطينية أن الحركة الصهيونية، ارتكبت مجازر وحشية في العام 1948 بحق الفلسطينيين ودمرت أكثر من 500 قرية ومدينة، وشوّهت الكثير من المعالم الجغرافية، وتلاعبت بالتاريخ".


إحياءً للذكرى

خالدية اللوح، منسقة فعالية "راجع على بلادي" التي نظمها مركز تمكين المرأة بالتعاون مع جمعية نور المعرفة، توضح أنّ المبادرة تهدف إلى إبقاء ذكرى النكبة حاضرة في الأذهان، للتأكيد على المعاناة والألم الذي لحق بأبناء الشعب الفلسطيني من تهجير وتشريد وقتل خلال الذكري الأليمة.

ولفتت اللوح إلى أهمية إحياء فعاليات ذكرى النكبة، "لأنّها ترسخ ثقافة وطنية مفادها أن الحق لا يسقط بالتقادم وأن حق الفلسطيني بأرضه ودياره التي شرد منها؛ سيبقى حاضرا في الذاكرة الفلسطينية".

بدوره قال رئيس مجلس إدارة جمعية نور المعرفة عبد الجليل غراب إن هذه الفعالية عبارة عن (عودة معنوية) لكبار السن من خلال ركوبهم البحر والذي يعتبر أقرب نقطة للعودة للأراضي المسلوبة عام 1948.

ويضيف غراب أن هذه الفعالية للتأكيد على مشروعية حق العودة لجميع الفلسطينيين إلى أراضيهم التي هجروا منها. مطالبًا بالوقت ذاته المسؤولين بنجدة اللاجئين الفلسطينيين وإغاثتهم في مخيمات اللجوء والشتات مما يعانوه من قتل وحصار وتضييق جراء الصراعات الدامية.

اخبار ذات صلة