أكدّ معاذ بلال مسئول ملف الاعلام في الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس في سجون الاحتلال، على ثقة الأسرى في المقاومة الفلسطينية وجهودها الرامية للإفراج عنهم، وقال " نملكُ ثقة عالية في مقاومتنا، لذا نتركُ التفاصيل لأهل الميدان ونحنُ على ثقةٍ عاليةٍ بهم.
وجرى مؤخرًا في شهر ابريل انتخاب الأسير محمد عرمان رئيسا للهيئة القيادية العليا لحماس، وهو من بلدة خربثا بني حارث غرب رام الله، ومن القيادات الشابة في سجون الاحتلال، وهو معتقل منذ عام 2002م، ومحكوم بـ 36 مؤبدا.
وأشار بلال في أول حديث صحفي للهيئة بعد تشكيلها خصّت به موقع ، إلى خطورة الأوضاع الإنسانية داخل سجون الاحتلال الهادفة إلى تحطيم ارادتهم وايذاءهم.
وأضاف "الحركة الأسيرة دائمًا تقفُ صلبة أمام كل هذه الاجراءات وتدافع عن إرادتها بالبقاء"، مبينّا جهود الفصائل لتنظيم وضعها الداخلي كي تكون أكثر تماسكًا "أمام مكينة السجان التي لا تُميز، وتبقى معركة الأمعاء الخاوية هي معركة الإرادة التي نلجأُ إليها عند الحسم".
العبث بقضية الاسرى "جريمة وطنية" ، ونثق بصدق المقاومة للإفراج عنا
وإزاء ذلك، انتقد بلال أداء السلطة الفلسطينية تجاه قضية الأسرى، "وأنها لم تكن يومًا على قدر المسؤولية ولم تقدم من الجهد ما يرتقي لحجم تضحيات وآلام الاسرى".
وأوضح أن السلطة مقصرة في طرح ملف الأسرى على المستوى الدولي أو ممارسة أي ضغط على الكيان الإسرائيلي، لانتزاع الحقوق الإنسانية في الحياة".
وتابع": من قصور السلطة ملاحقة المحررين واعتقالهم في السجون الفلسطينية، والذي يكشفُ أن المستوى الرسمي الذي يتبنى مبدأ التنسيق الأمني قد غرقَ إلى ما فوق رأسهِ في خدمة الاحتلال وحمايته".
وانتقد المتحدث باسم هيئة أسري حماس استئناف السلطة للمفاوضات "التي اثبتت عبثيتها، واثبتت التجربة بشكل واضح وجلي، أن لغة القوة هي التي تحكم المحتل، وأثبتت الحرب الأخيرة وما سبقها من معارك أن قوة السيف هي التي تُخضعه ووحده قادر على تحقيق الاستقلال".
وشككّ بلال في جدية السلطة التوجه إلى محكمة الجنايات الدولية، التي انضمت فعليًا لها في بداية شهر ابريل الماضي، سيما وأن هذه المحكمة باتت تمثل ورقة ضغط قوية على الساحة الدولية، بحسب وصفه.
وأوضح أن ما يثير الشك لدى الاسرى حول صدق ارادة السلطة الانضمام للمحكمة، هو التلكؤ باتخاذ الخطوات العملية، وابقاء الأمر يتأرجح اعلاميًا دون نتائج، عدا عن انعدام الثقة في العدالة الدولية التي لم تنفذ أي قرارات دولية لصالح الفلسطينيين.
وأضاف "انضمام فلسطين للمحكمة بشكل رسمي يتيحُ لنا ملاحقة جنرالات التعذيب، مشيرًا إلى وجود "ملفات قوية بحوزة الأسرى، وذات الوزن"، كملف استشهاد الأسير محمد الأشقر الذي قُتل بدمٍ بارد في سجن النقب، واستشهاد الأسير ميسرة أبو حمدية نتيجة الاهمال الطبية كأمثلة عليه"، وفق تعبيره.
وفي سياق متصل، ذكر أن قيادة الأسرى لن تسمح بعودة سياسة العزل الفردي، بعد كسره في اضراب الكرامة الذي خاضه الأسرى عام 2012م وهي تملك القرار والقوة التي تساعدهم في ذلك.
لدينا ملفات قوية لمحاكمة مصلحة السجون امام محكمة الجنايات
أمّا على صعيد قضية الاعتقال الإداري قال إن انهاءها منوط بالتفاعل الرسمي والشعبي واثارة الملف على الأصعدة كافة.
وبحسب بلال فإن الهيئة تعكف خلال المرحلة المقبلة على تطبيق خطة جهزتها تتوافق مع مسيرة الشعب الفلسطيني في التخلص من الاحتلال، مبينًا أن خطواتهم منوطة بآليات تجاوب وتعامل إدارة مصلحة السجون مع مطالبهم.
وشدد على وجود تنسيق عال بين الفصائل واللجان الوطنية العليا التي تقرر خوض الخطوات ضد الادارة بشكل وطني موحد، "لأننا نُدرك أن تمسكنا ووحدتنا هي سِّر انتصارنا على السجان وعنجهيته" يقول بلال.
ووجه بلال رسالة باسم الهيئة لعوائل الأسرى، قائلًا "ما خرجنا من بينكم إلا نُصرةً لكرامتكم وعزتكم، وما غِبنا عن حلاوة الأيام معكم إلا لنصنع حُلو المستقبل لأبنائنا وأجيالنا، ولم نهجر يومًا شوقنا إليكم وشوقتنا لكم كشوقتنا لحرية أقصانا ومسرى نبينا".
ووجهت الهيئة القيادية رسالة للمجتمع الفلسطيني قائلة:"شعبنا الحر النابض، إن التفافكم حول قضايانا يعزز صمودنا، ويزيدُ من تفاعل القيادات مع احتياجاتنا الإنسانية، ويعلمُ عدونا أننا كأسرى لسنا وحدنا، فلا يملك الاستفراد بنا.
يذكر أن أعضاء الهيئة القيادية لحماس هم 15 عضوا، وهم "الأسير عبد الناصر عيسى، ومعاذ سعيد بلال، والأسير محمد صبحة، والأسير سليم حجة، والأسير بلال البرغوثي، والأسير مصطفى الأسطل، والأسير أحمد القدري، والأسير سليم الجعبة، والأسير مروان المحتسب، والأسير أشرف الصغير، والأسير يعقوب أبو عصب، والأسير جمال الطويل، والأسير معمر شحروري، والأسير إسلام جرار"، وجميعهم محكوم عليهم بالمؤبدات ورفض الاحتلال الافراج عنهم في صفقة وفاء الاحرار.