قائمة الموقع

الشرطة واللصوص .. مطاردة مستمرة تحت الحصار

2010-04-20T17:15:00+03:00

غزة/ أمينة زيارة  

تعرضت محافظات قطاع غزة  في الآونة الأخيرة الى موجة من السرقات شملت "السيارات والدراجات النارية والمؤسسات إضافة إلى الجوالات" من خلال السطو على المنازل أو الجمعيات ، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول  دور الشرطة في مواجهة هذه السرقات وما سبب انتشارها؟

 "الرسالة" ناقشت أسباب انتشار السرقة مع أصحاب الاختصاص.

لص "سوابق"

بعد إلحاح "أبو بلال" على زوجته ببيع حليها كي يشتري دراجة نارية كي توفر عليه جهد ومصروفات المواصلات، باعت "أم بلال" ذهبها وقدمته لزوجها .

الدراجة التي اشتراها أبو بلال، منحته ما اشتراه من أجلها، لكن لم يدر بخلده أن تكون دراجته محط استهداف أحد اللصوص، وقال: ذهبت إلي بيت أهلي في حي يبعد كثيراً عن الحي الذي اسكن فيه، ولاطمئناني إلى سكان الحي حيث عشت بينهم ما يقرب خمسة وعشرين عاماً وعرفت عنهم الأمانة والثقة، وأضاف أنه لم يغب إلا ربع ساعة سلم خلالها على والديه، وأضاف: رجعت إلى دراجتي ولم أجدها في مكانها.

وقال بعصبية وحنق: لم أتوقع أن يحدث هذا الموقف معي، وأصابتني حالة من الهستيريا التي تجمع عليها أخوتي والجيران الذين صاروا يبحثون عنها، وبالفعل بعد ساعات من البحث المضني تأكد لنا أن السارق من الحي المجاور وكان صاحب سوابق، وتمكنت الشرطة من القبض عليه واسترجاع الدراجة.

لص بلباس البراءة

أما الطالبة "مريم" والتي تعرضت لسرقة هاتفها النقال وهي في سيارة الأجرة فقال أنها رغم سماعها كثيراً عن سرقة الجوالات لم تقتنع بأن يكون هناك أفراد قد تذل نفوسهم لهاتف، وتضيف: وكنت اضحك على تجارب زميلات لي تعرضن للسرقة، وتابعت بابتسامة المخذول: لم أتوقع بأن أمر يوماً بهذه التجربة المضحكة، وأقع ضحية سرقة من شاب ادعى البراءة عندما جلس إلى جانبي وأطلب أن يضع حاجزاً بيني وبينه على أن شنطتي واستغفلني وسرق هاتفي دون أن أشعر مما يؤكد أنه خبير في سرقة الجوالات.

والجدير ذكره أن بعض الجمعيات والمؤسسات الخيرية تعرضت لجرائم سطو وسرقة محتوياتها من أجهزة كمبيوتر وكاميرات وطابعات مبالغ مالية، كمؤسسة إعلاميات الجنوب، واتحاد المرأة، والجاني في كل مرة كان مجهولا.

ويقول الرائد فواز الصفطاوي مدير مباحث محافظة غزة: لا يخلو أي مجتمع من جرائم النصب والاحتيال ولكن تمكنا بحمد الله من متابعة وإغلاق معظم القضايا التي وصلتنا، مضيفا أن عددا من المنازل تعرضت للسطو ليلاً وكذلك بعض المحلات والجمعيات لعدم وجود نوافذ حماية والتي من خلالها استطاع المجرم التسلل من هذه النوافذ وسرقة البيوت والجمعيات.

أما عن سرقة السيارات فيشير الرائد الصفطاوي إلى حدوثها بين الحين والآخر حيث استطاعت المباحث العامة ضبط بعض السيارات وإعادتها لأصحابها، مؤكداً على أن تلك السرقات تحدث نتيجة إهمال أصحابها في إحكامها جيداً، بحيث يترك السيارة مرتعا لهؤلاء اللصوص لسرقة محتوياتها، مطالباً أصحاب السيارات بضرورة إغلاقها عند النزول منها خاصة السيارات ذات الجير العادي لأنها أكثر عرضة للسرقة من السيارة الاتوماتيك.

وعلى مستوى سرقة الدراجات النارية قال الصفطاوي: انتشار الدراجات بصورة كبيرة في المجتمع الفلسطيني، أصبحت مطمعا لأي لص لسهولة تشغيلها وسرقتها وذلك من خلال إغفال صاحب الدراجة وسحبها إلى مكان بعيد عنه.

ويشير إلى الخطة التي أعدتها إدارة المباحث العامة في محافظة غزة للحد من سرقة هذه الدراجات وشكلت مجموعات لمتابعة هذه القضية من خلال عمل جرد كامل لجميع المحلات التي تتعامل مع الدراجات من بيع وصيانة بحيث يمنع شراء أي دراجة نارية من أي مواطن إلا بعد التحقق من الصورة الشخصية وأوراق الدراجة، حتى إذا اكتشف سرقتها يسهل القبض على اللص.

ويؤكد بأن هناك متابعة مستمرة من المباحث في أسواق السيارات يومي السبت والثلاثاء والقيام بحملة تفتيش في الأسواق وضبط السيارات أو الدراجات المسروقة والتي لا تحمل أوراقا ثبوتية.

لصوص داخلية

وفيما يخص سرقة البيوت يبين مدير مباحث محافظة غزة أن سرقة البيوت نادراً ما تكون خارج نطاق سكان البيت، فاغلب الشكاوى التي وصلت المباحث من صاحب البيت بسرقة ماله يتضح لنا من خلال التحقيقات أن اللص هو من أحد أفراد الأسرة، لذلك تقوم الأسرة بالتكتم على القضية وسحبها خوفا على الأواصر الاجتماعية، ويتابع: لقد تدخلنا كثيراً في ترطيب الأجواء بين أفراد الأسرة الواحدة خاصة في ناحية السرقة واتهام صاحب البيت لأبنائه أو أخوته وقد نجحنا في إعادة روابط الأسرة من جديد.

ويؤكد الصفطاوي على دور المباحث العامة في سوق الذهب من التقليل من السرقات مشيراً إلى وجود مكتب للمباحث في سوق القيسارية لمحاولة إحباط أية جريمة سرقة قد تحدث واضاف أنه انتشرت في هذه المنطقة سارقات محترفات مؤكدا أنهن معروفات لدى.

وفي ختام حديثه دعا مدير مباحث محافظة غزة المواطنين إلى توخي الحذر والاهتمام أكثر بحاجياتهم وعدم الإهمال في تركها لتكون محط الأطماع لأصحاب النفوس الضعيفة سواء كانت سيارات أو دراجة أو حتى بيت، مثمناً جهود كادر المباحث في متابعة القضايا وإحباط عدد منها قبل حدوثها.

 

 

اخبار ذات صلة