القاهرة – الرسالة نت – وكالات
بدأت حالة من الفوضى والإرتباك تسود أقاليم حركة فتح في الخارج وبصورة محددة في دول المغرب العربي وبعدها في الساحة الأوروبية حيث تلقت مؤسسة الرئاسة الفلسطينية خلال اليومين الماضيين المزيد من الشكاوى ورسائل التذمر والتحذير، فيما تفاعلت داخل نخبة حركة فتح خصوصا في الخارج مخاوف لها علاقة بنشاط مفاجىء لمكاتب ولجان حركة حماس في اقاليم الخارج لتعبئة الفراغ الناجم عن اغلاق العديد من مكاتب حركة فتح في الخارج.
و
بصورة دراماتيكية انتقلت عدوى ماحصل سابقا في ساحة تونس فتحاويا الى ساحتي الجزائر ومصر، فقد صدر مرسوم رئاسي يقضي بتحويل المتفرغين من كادر حركة فتح في ساحتي مصر والجزائر الى ملاك جيش التحرير، الامر الذي يعتبر خطوة تمهيدية لاحالتهم على التقاعد اسوة بما حصل مع كادر تونس، مما يستبق الاعلان رسميا لاحقا عن اغلاق مكتبي الحركة العريقين في العاصميتن القاهرة والجزائر.
وابلغت مصادر قيادية في حركة فتح بان مكاتب الحركة في الخارج يتم تصفيتها تدريجيا وبصمت فيما تعمل بكفاءة شخصيات محسوبة على حركة حماس لاستقطاب الفعاليات والجاليات الفلسطينية في ساحات الخارج بعد عملية التخدير والتصفية التي تعرضت لها مكاتب التعبئة والتنظيم الحركية في الخارج.
وطوال الاسبوع الماضي حاول السفيران بركات الفرا ومحمد الحوراني التحذير من اخلاء الحركة في هاتين الساحتين، وناضل السفيران دون فائدة لتأجيل قرارات تحويل المتفرغين من ابناء الحركة الى كادر قوات الجيش قبل احالتهم على التقاعد.
وفشلت جهود السفيرين الفرا والحوراني في هذا الاتجاه وباتت خطوة اغلاق مكتبي الحركة في ساحتي مصر والجزائر وشيكة جدا بعد تصفية وتسليم مكاتب ومقرات الحركة رسميا في الساحة التونسية.
وفي غضون ذلك رفع ابناء الحركة وقادتها المقيمون في ساحة تونس شعار ’من تونس الى فلسطين فقط’ كحل وحيد يقبلونه لمواجهة الازمة الحالية التي اتخذت اسم ازمة الحركة في تونس حيث كلف محمود عباس القيادي نمر حماد بتولي حل مسائل وشكاوى الموظفين السابقين الذين احيلوا على التقاعد من الدائرة السياسية التي لم تعد قائمة من الناحية العملية الان.
وطلب المكلف حماد قبل يومين ملفات جميع العاملين سابقا بالدائرة السياسية للنظر فيها بهدف معالجة قضاياهم وبدأ الرجل اتصالاته لكنه استمع لمقترحات لا تقبل حلا لازمة الكادر في تونس سوى العودة الى فلسطين حيث ترفض اغلبية ابناء الحركة مغادرة تونس الى ساحة اخرى مثل سورية او لبنان، وتطالب بمساواتها من حيث رواتب التقاعد والامتيازات بزملاء الداخل.
ولم تعرف بعد طبيعة الحلول التي سيقترحها القيادي نمر حماد لازمة الحركة في دول المغرب العربي التي اصبحت عنوانا لصداع دائم ولتعبيرات مناكفة ومعترضة على السلطة تمتلىء فيها شبكات التواصل الالكتروني.
وكان عباس كلف سابقا عزام الاحمد بدراسة ازمة كادر تونس والتواصل معه لكن اتصالات الاحمد مع ابناء الحركة لم تنته لاي اجراءات محددة ولم تنفذ اي مطالب تقدم بها المعترضون.
وتؤكد مصادر فلسطينية ان وضع العشرات من ضباط وقادة وابناء حركة فتح في تونس العاصمة اصبح مأساويا بعد تخفيض رواتبهم واغلاق مكاتبهم ووقف بدلات أجور المنازل الخاصة بهم حيث يعاني هؤلاء من بطالة حقيقية تدفع بعضهم للتفكير بالهجرة ويواجهون مشكلات مجهولة المصدر تتعلق بأذونات تجديد اقاماتهم السنوية في تونس.
وفي السياق نفسه عاد النشاط للمقر القديم للدائرة السياسية لمنظمة التحرير في العاصمة تونس بعد اسابيع من خلو المقر من النشاط والحركة والعمل فقد بدأ العاطلون عن العمل من ابناء حركة فتح والثورة الفلسطينية يقضون ساعات الفراغ اليومية في مقر الدائرة السياسية الذي يقيم فيه فقط فاروق القدومي بدلا من الجلوس مطولا على الارصفة والمقاهي كما قال عدد منهم.