عمان – الرسالة نت
قال أمين عام هيئة العلماء والدعاة في القدس المحتلة عبد الرحمن عباد إن "جماعات صهيونية متطرفة تخطط لتقسيم المسجد الأقصى في شهر تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، بينما يهدد الاحتلال بهدم 20 ألف منزل في المدينة المقدسة".
ودعا خلال ندوة عن "القدس والمخاطر الصهيونية" نظمتها أمس جامعة العلوم التطبيقية بالتعاون مع المؤتمر الإسلامي لبيت المقدس، إلى "تحرك الأمة العربية والإسلامية من أجل إنقاذ الأقصى، ونصرة أهالي القدس المحتلة".
وأشار إلى "قيام الهيئات والمؤسسات في القدس المحتلة بتسيير حافلات للمسجد الأقصى من أجل تعميره بالشعب الفلسطيني، مقابل تسيير سلطات الاحتلال أكثر من 25 حافلة مساء الجمعة/ السبت من كل أسبوع إلى الأقصى تمهيداً لاحتلاله والسيطرة عليه ومن ثم تقسيمه".
وأضاف إن "سلطات الاحتلال تهدد بهدم 20 ألف منزل في القدس المحتلة، في إطار سياسة تهويد القدس المحتلة وطمس الهوية العربية الإسلامية، وسط صمت عربي ودولي مطبق".
وأشار عباد إلى "التعدي الإسرائيلي على التاريخ، بضم 150 موقعاً أثرياً ودينياً وتاريخياً عربياً وإسلامياً إلى قائمة التراث اليهودي، رغم وجود تلك المواقع بمئات السنين قبل الاحتلال"، مؤكداً على "تمسك الشعب الفلسطيني بالقدس المحتلة وتصديهم لمخططات الاحتلال من أجل دحره وتحرير الأرض وتقرير المصير".
من جانبه، حذر رئيس المجلس الأرثوذكسي في الأردن وفلسطين المحتلة الأمين العام المشارك للهيئة الإسلامية المسيحية رؤوف أبو جابر من "خطورة الهجمة الاستيطانية الشرسة للاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وقال إن "قرار سلطات الاحتلال بطرد آلاف الفلسطينيين من الضفة الغربية يهدف إلى تهويد القدس وتكريس السيطرة على فلسطين واستعمارها للأرض والسكان لثبيت دعائم "الدولة اليهودية"، مؤكداً إلى أهمية "تحصين ومناعة الأمة في وجه مخطط الاحتلال".
وأشار إلى "إدراك الأردن لتلك المخاطر الكبيرة، وهو الأمر الذي حذر منه جلالة الملك عبد الله الثاني قبل أيام خلال زيارته إلى واشنطن"، داعياً "الدول العربية والإسلامية إلى دعم صمود أبناء الشعب الفلسطيني وتثبيتهم على أرضهم".
وشدد أبو جابر على ضرورة "اتخاذ الدول العربية والإسلامية لاجراءات الحفاظ على المقدسات الإسلامية من عبث الاحتلال، وتوفير الاسناد الشعبي والرسمي العربي والإسلامي لأهالي القدس المحتلة لنصرة الشعب الفلسطيني وتثبيته على أرضه".
فيما أكد الأمين العام للمؤتمر الإسلامي لبيت المقدس عزت جرادات على أن "صمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه وتضحياته من أجل مستقبله ومصيره، سيحبط المخطط الصهيوني ويقهر العدو".
وحذر جرادات من "تسارع خطوات الاحتلال نحو فرض "الدولة اليهودية"، معتبراً أن "الكيان المحتل ينفذ خطة (مؤسس الحركة الصهيونية ثيودور) هرتزل لإقامة الدولة اليهودية، وذلك بالهجرة والاستيطان وتهويد الفكر العالمي واختراق المؤسسات الأكاديمية وترسيخ الدولة على أنها دولة لا حدود لها لاستيعاب حاجة الموجات المهاجرة والتوسع المستمر، إضافة إلى الاعتماد على القوة العسكرية داخلياً وخارجياً".
وأشار إلى أن "الاحتلال يستمر في استلاب الهوية والتراث والتاريخ ومصادرة الأراضي والمساكن من أجل الاستيطان واستيعاب المهاجرين وتهجير السكان بطرق متعددة".
كما حذر نائب رئيس الجامعة عصام أبو سليم من "مساعي الاحتلال لتهويد القدس وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، فيما تسعى المنظمات اليهودية المتطرفة لبناء ما يسمى الهيكل الثالث على أنقاض المسجد الأقصى المبارك".
وقال أبو سليم إن سلطات الاحتلال "تستهدف إحداث تغيير ديمغرافي في المدينة المقدسة وذلك بتهجير المواطنين الفلسطينيين منها، وطرد سكانها والاستيلاء على مساكنهم، والسيطرة عليها وتغيير معالمها بهدف تهويدها وإنهاء الوجود العربي فيها، وذلك منذ احتلالها للجانب الشرقي من القدس المحتلة العام 1967".
وأشار إلى "قيام الاحتلال بعزل المدينة المقدسة عن محيطها الفلسطيني من خلال بناء الجدار العنصري وإقامة آلاف الوحدات السكنية على الأراضي الفلسطينية في مدينة القدس بهدف تحويل القدس العربية الإسلامية إلى هوية يهودية عبرية".
وأكد على أهمية "عقد الندوة في الجامعة في اليوم العلمي لكلية الآداب والعلوم الإنسانية للتأكيد على أهمية المدينة المقدسة للعرب مسلمين ومسيحيين، ومن أجل فضح ممارسات الاحتلال ضد المدينة وأهلها ومقدساتها الإسلامية والمسيحية وعرض الدراسات المهمة في هذا الخصوص".
وتحدث عن "دور الأردن في حماية الأماكن المقدسة في القدس الشريف والحفاظ على هوية المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة، وفي رعاية الأماكن المقدسة وتثبيت المواطنين العرب من مسلمين ومسيحيين في القدس الشريف، والتي تعتبر أولوية هاشمية أردنية لم يتوان الأردن عن بذل كل جهد ممكن لتحقيقها".
وتناولت الأوراق المقدمة إلى الندوة خلال جلستيها أمس المحاذير التي تتعرض لها القدس المحتلة، وضرورة تنمية الوعي بشأنها، فيما ركز الأستاذ في جامعة الشرق الأوسط للدراسات العليا محمد الهزايمة على سبل "استرجاع القدس من براثن الاحتلال، قياساً بتجارب تاريخية سابقة".
وأكد الهزايمة على ضرورة "تفعيل الجهاد والتمسك بالدين والتعبئة العقائدية واستنهاض الأمة، وترك المسار التفاوضي الذي لن يفضي إلى نتيجة"، معتبراً أن "مرحلة الضعف التي تمر بها الأمة اليوم هي مرحلة مؤقتة، وأن فلسطين من بحرها إلى نهرها هي أرض إسلامية لا يجوز التنازل عنها أو التفريط فيها".