قائمة الموقع

أمطار الربيع تنعش محصول القمح والشعير في غزة

2015-05-19T09:45:06+03:00
طفلة في مزرعة بغزة (الأرشيف)
الرسالة نت – أحمد أبو قمر

شهد موسم القمح والشعير الحالي انتاجًا وفيرًا على غير المتوقع، بسبب الأمطار الغزيرة التي شهدها قطاع غزة مع بداية الربيع.

فالهطول المتواصل والغزير للأمطار طوال فصل الشتاء المنصرم وبداية الربيع، منح المحصولَيْن المذكورَين فرص نمو جيدة ومتسارعة، وأثّر إيجاباً على حجم الحبوب وجودتها.

وأبدى العديد من المزارعين ارتياحهم ورضاهم، بعد أن جادت أراضيهم بإنتاج وفير لم يتحقق منذ عدة سنوات.

والقمح له أنواع متعددة جدا، فمنها ما يصلح لعمل الخبز ومنه لعمل المعجنات أو المعكرونة.

 موسم وفير

مزارع القمح خالد الحداد بات ينقل "الشوالات" الممتلئة بأعلاف المواشي "تبن"، بعد أن الله منّ عليه بإنتاج جيد، عوّض بعض الخسائر التي لحقت أرضه جراء العدوان (الإسرائيلي) الأخير.

وقال الحداد إنه زرع أرضه بمحصول الشعير في شهر تشرين الثاني من العام المنصرم، بعد أن عجز عن زراعتها بمحاصيل مروية مثل البطاطا والبصل وغيرها، نتيجة تدمير شبكات وخطوط الري بفعل العدوان.

ولفت إلى أنه سارع فور الحصاد إلى بيع الحبوب لأحد التجار، مع الاحتفاظ بكمية منها لمواشيه، بينما ينوي نقل "شوالات" التبن إلى إحدى أسواق المواشي جنوب قطاع غزة، لبيعها.

وأشار الحداد إلى أنه ينوي إعادة إصلاح وتأهيل أرضه بريع المحصول الذي باعه، تمهيدا لعودة زراعتها وتخضيرها بمحاصيل شتوية وصيفية، كما كانت قبل العدوان.

وأسهم الإنتاج الوفير للقمح والشعير، في دعم قطاع المواشي بشكل غير مباشر، فزيادة العرض أسهم في خفض أسعار الأعلاف بصورة كبيرة.

فعلي سبيل المثال انخفض ثمن شوال التبن من 30 شيكلا إلى ما دون الـ15 شيكلا، بينما شهدت أسعار الشعير انخفاضا ملحوظا أيضًا.

الأمطار السبب

بدوره ذكر نائب مدير عام الإرشاد الزراعي في وزارة الزراعة فتحي أبو شمالة أن موسم القمح هذا العام أنتج قرابة 6% من حاجة القطاع.

وقال أبو شمالة إن مساحة الأرض المزروعة من القمح في القطاع لموسم (2014-2015) تقدر بحوالي 27 ألف دونم، بواقع إنتاج وصل لعشرة آلاف طن، وزيادة بنسبة 10% مقارنة بالعام الماضي.

وأوضح أن معدل الاستهلاك من القمح في غزة سنويا يصل لـ200 ألف طن، مشيرا إلى أن إنتاج الشعير حقق أيضاَ اكتفاءً بنسبة 10%، والذي يصل حجم الاستهلاك السنوي منه لـ25 ألف طن.

وأشار إلى أن موسم القمح هذا العام يتميز عن باقي المواسم نتيجة الارتفاع في معدل هطول الأمطار وتوزيع الكمية بشكل مناسب على مدار الموسم، حيث بلغت نسبة الأمطار 140% من المعدل السنوي.

وأفاد أبو شمالة أن المقارن لمستوى كميات الإنتاج بين العام الحالي والماضي يجد زيادة في مساحة القمح بنسبة 30%، والشعير بنسبة 20% وزيادة في الإنتاج بنسبة 30%.

وبيّن أن معدل انتاج دونم القمح يزن 350 كيلو جرام، في حين معدل إنتاج دونم الشعير يصل لـ300 كيلو جرام.

وأضاف أبو شمالة: "القمح من انواع الزراعة البعلية إذ يعتمد على حوالي 90% من مياه الأمطار، والمزارع الذي يهتم بزراعته يحصل على إنتاج متميز".

ولفت إلى أن مساهمة زراعة الحبوب في العائد الزراعي بقطاع غزة محدودة لأن المساحة الزراعية قليلة، وكذلك عدم انتظام سقوط كميات الأمطار، عوضاً عن أنها تُزرع شرق غزه وتلك المناطق غير آمنة وتتعرض دائما للاعتداء من الاحتلال (الإسرائيلي).

تجارب ناجحة

وتُزرع المحاصيل الحقلية مثل القمح والشعير في المناطق الشرقية لقطاع غزة القريبة من الشريط الحدودي مع (إسرائيل)، الأمر الذي يشكل تهديدا ومخاطرة على المزارعين نظرًا لتعضهم لإطلاق النار من قوات الاحتلال.

وكانت تجارب عدة أجريت قبل عامين لزيادة انتاج محصول القمح أثبتت نجاحها، وآخرها كان مشروع تحسين بذور المحاصيل الزراعية الذي نفذته محطة تجارب بيت حانون الزراعية التابعة لوزارة الزراعة في قطاع غزة.

ومن وقتها، اعتزمت وزارة الزراعة تعميم التجربة على مزارعي القمح المنتشرين في غزة، عقب النجاح الكبير التي حققته التجربة، كما أن التجربة ستستخدم في رفع إنتاجية محاصيل أخرى كالبقوليات.

وفيما يتعلق بأوراق القمح التي تنتج بعد طحن الدقيق أو بما يعرف بـ(التبن) أكد أبو شمالة أن كمية التبن ستكون ممتازة جدا وقد تبلغ 12 ألف طن وهي ما نسبته 30% من استهلاك الحيوانات في قطاع غزة.

ويُعد القمح كذلك مصدرًا لمواد معينة تستعمل لتحسين القيمة الغذائية، أو طعم الأغذية، إذ تُضاف أجنة القمح الغنية بالفيتامينات، وزيت بذرة القمح إلى بعض حبوب الإفطار، وأنواع الخبز المميزة، والأغذية الأخرى.

اخبار ذات صلة