كشفت مداولات اليوم الأول من أعمال الملتقى الدولي الثالث للعمل الإنساني في الدوحة اليوم الثلاثاء، عن حاجة العمل الإنساني العالمي إلى 19 مليار دولار، لتغطية الربع الأول من العام الحالي، تم تلبية 21% منها، مع وجود 50 مليون لاجئ في العالم لأول مرة بعد الحرب العالمية الثانية، 70% منهم في العالم الإسلامي.
وذكرت وكالة الأنباء الإسلامية الدولية (إينا)، أن الجهات المنظمة للمؤتمر حذرت من تفاقم الوضع الإنساني في العديد من دول العالم الإسلامي، وانتقاله من سيئ إلى أسوأ، وتزايد الحاجة إلى المساعدات، بالإضافة إلى تزايد حالة اللجوء والنزوح في العديد من الدول التي تشهد انهيارا لمؤسسات الدولة، أو الهشة القابلة للانهيار.
ونقلت الوكالة عن الأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية بمنظمة التعاون الإسلامي السفير هشام يوسف، في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للملتقى، قوله إن العمل الإنساني اليوم قد أصبح أكثر صعوبة، والعالم أكثر اضطرابا.
وكشف يوسف عن حاجة 16 مليون يمني إلى مساعدات إنسانية، في ظل النقص الشديد في الغذاء والمياه والمستلزمات الطبية وغيرها من الخدمات الأساسية، فيما 'اليمن يعاني من أزمة سياسية مزمنة، وأصبح في وضع أكثر صعوبة وحرجا'.
ووصف يوسف الوضع الإنساني في سوريا، بأنه "يسير من سيئ إلى أسوأ، حيث لا تزال أعداد النازحين واللاجئين في تزايد"، مشيرا إلى أن الضغوط على دول الجوار، وصلت إلى نقطة صعبة للغاية.
ولفت إلى تزايد أعداد النازحين في العراق، وتدهور الوضع في قطاع غزة جراء الحصار الإسرائيلي الجائر منذ سنوات، وأشار إلى أن الوضع الإنساني في ليبيا تفاقم.
وأضاف أن الأوضاع في ميانمار أدت إلى اضطرار الآلاف إلى الهروب إلى البحر في قوارب الموت، مؤكدا أن الأوضاع في السودان وتشاد وإفريقيا الوسطى والصومال وغيرها تزداد صعوبة.
وأوضح السفير يوسف أن هناك بعض التحسن في مواجهة فيروس إيبولا، في دول غرب إفريقيا.
من ناحيته، قال المدير التنفيذي لإدارة التنمية الدولية بقطر الخيرية محمد الغامدي، التي تستضيف الملتقى: إن الأوضاع الإنسانية تزداد سوءا، مشيرا إلى أن عدد اللاجئين ارتفع في عام 2014، ليصل إلى أكثر من 16 مليون لاجئ، و33 مليون نازح، بالإضافة إلى مليون ومائتي ألف طالب للجوء.
وبالنسبة للعمل الإنساني، قال الغامدي: إن عام 2014، شهد وفاة 155 عاملا إنسانيا، وإصابة 51 آخرين، واختطاف 134 شخصا يعملون في هذا القطاع.
وفي كلمة الأمين العام لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية إحسان بن صالح الطيب، التي ألقاها نيابة عنه كمال يحيى لمفون، قال: إن تجدد عقد هذا النوع من الملتقيات، يعود بالفوائد على تطوير العمل الإنساني، وذلك من خلال تبادل الخبرات والآراء.
وتبحث جلسات اليوم الأول للملتقى الثالث، جملة من القضايا حول 'مدوّنة السلوك' التي تعنى بضبط جهود العمل الإنساني، وفق مسعى يهدف إلى بحث الأساليب والمقترحات اللازمة لتطويرها وضمان الالتزام بها، وكذلك سبل حماية العاملين في المجال الإنساني، باعتباره التحدي الذي يواجه جهود الإغاثة في ظل تركزها في مناطق النزاعات المسلحة.
وتركز أوراق الملتقى على مواضيع عديدة منها؛ كيفية الالتزام بالحياد والاستقلالية في عمل المنظمات، وعدم الزج بها في الصراعات، بالإضافة إلى تدابير إدارة المخاطر أثناء التدخل الإنساني، وغيرها من الأوراق التي تؤكد ضرورة حماية المدنيين والبعثات الطبية والعاملين في المجال في النزاعات المسلحة.