أعلن الحشد الشعبي الموالي للحكومة العراقية اليوم الجمعة أن هجوما مضادا لاستعادة مدينة الرمادي سيبدأ خلال أيام, في حين واصل تنظيم الدولة الإسلامية اليوم تقدمه شرقي محافظة الأنبار وغربها وقتل عشرات من القوات العراقية والمسلحين الموالين لها.
وقال أحمد الأسدي المتحدث باسم الحشد الشعبي -المؤلف من جماعات شيعية مدعومة رسميا من حكومة حيدر العبادي- إن العملية الرامية لاستعادة الرمادي (110 كلم غربي بغداد) لن تبدأ خلال ساعات, وإنما خلال أيام, وسيشارك فيها عشرات الآلاف من الحشد ومن القوات الحكومية.
وأضاف أن المعركة لن تكون سهلة, وتتطلب استعدادات, مشيرا إلى أن تنظيم الدولة استولى في الرمادي على كميات كبيرة من السلاح. وتابع أن الحشد الشعبي يسعى للحصول على أسلحة ثقيلة ومتوسطة لبدء المعركة.
وكان مئات من مسلحي الحشد الشعبي قد وصلوا قبل أيام إلى قاعدة الحبانية الجوية شرقي الرمادي في محاولة لوقف تقدم تنظيم الدولة.
بيد أن ذلك لم يحل دون استيلاء التنظيم على مناطق شرقي الرمادي بينها بلدة حصيبة التي تقع تقريبا في منتصف الطريق بين الرمادي والفلوجة, واقترابه من مدينة الخالدية التي توصف بأنها خط دفاع عن قاعدة الحبانية.
وأفادت تقارير بأن مسلحي تنظيم الدولة استولوا اليوم على منطقة المضيق على مقربة من الخالدية من جهة الغرب. وتزامن تقدم التنظيم شرقي الرمادي مع تقدمه غربا إذ شن هجمات اليوم قرب مدينة حديثة غربي الأنبار.
صور نشرها تنظيم الدولة مؤخرا تظهر هجوما لمقاتليه على مواقع للقوات العراقية في محيط الرمادي
وذكرت مصادر أمنية عراقية أن 27 من الجيش العراقي وقوات الصحوات قتلوا وأصيب 16 آخرون في هجومين وُصفا بالانتحاريين, استهدفا موقعا عسكريا تابعا للجيش والصحوات في منطقة الخسفة غربي مدينة حديثة.
وأضافت المصادر نفسها أن مسلحي التنظيم حاولوا التقدم باتجاه مركز مدينة حديثة بعد الاشتباك مع قوات الجيش. ويقول مؤيدون للتنظيم إنه يسعى للسيطرة على مدينتي حديثة وبروانة غربي الأنبار سعيا منه لاستكمال السيطرة على المحافظة.
وفي وقت سابق اليوم, قال مصدر عسكري للجزيرة إن سبعة جنود وستة من أفراد الحشد الشعبي قتلوا، وأصيب 11 جراء قصف تنظيم الدولة مواقع عسكرية تابعة للجيش والحشد جنوب شرقي الفلوجة.
وأضاف المصدر أن تنظيم الدولة قصف بالمدفعية الثقيلة نقطة تفتيش "الصقور"، وثكنة عسكرية بمحيط معسكر "المزرعة" على الطريق الدولي السريع عندما كان ضباط وجنود من الجيش وأفراد من الحشد يضعون متاريس ترابية وحواجز إسمنتية.
من جهته, قال مراسل الجزيرة ناصر شديد إن الجيش العراقي والحشد الشعبي يحاولان التمترس في مناطق قريبة جدا من منطقة المعامل شرقي الفلوجة، سعيا منهم لتجهيز أنفسهم لمعركة فاصلة تهدف إلى إعادة السيطرة على هذه المنطقة التي سيطر عليها التنظيم قبل نحو أسبوع.
معارك بيجي
وفي محافظة صلاح الدين شمالي بغداد, تشن قوات عراقية هجوما في محاولة لفك الحصار عن جنود عراقيين محاصرين منذ أسابيع في مصفاة بيجي (200 كلم شمالي بغداد) التي يسيطر تنظيم الدولة على أجزاء كبيرة منها منذ الشهر الماضي.
وقال الجيش الأميركي اليوم إن قوات عراقية تمكنت بدعم من طيران التحالف الدولي من فتح طريق في محيط المصفاة, في وقت تشير فيه تقارير إلى اشتباكات تدور غربي مدينة بيجي.
من جهته, قال التنظيم إن مقاتليه اقتحموا ثلاثة مواقع للقوات العراقية داخل المصفاة, كما فجر ثلاثة منهم -أحدهم أردني- سيارات ملغمة داخل ما يعرف بالمجمع التشيكي في المصفاة. وبثت صفحات مؤيدة للتنظيم في موقع تويتر صورا لما قالت إنه تفجير لأنابيب ووحدات نفطية داخل المصفاة, دون أن توضح الهدف من ذلك.
الجزيرة نت