في إطار متابعته لخبر تنحي توني بلير عن منصبه كمبعوث للسلام بالشرق الأوسط، قال الكاتب الصحفي البريطاني، روبرت فيسك، أنّ خبر تقديم بلير لاستقالته بعد ثمانية أعوام يطرح معه سؤالا وحيداً، وهو كيف كان لمجرم حرب أن يصبح "مبعوث سلام" في المقام الأول؟
فيسك، الذي نشر مقاله بصحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية، أبرز أنّ شعوب الشرق الأوسط، وجزءً كبيراً من العالم، كانوا يطرحون نفس السؤال منذ تعيين بلير من قبل الرباعية الدولية، وتكليفه بتحقيق "السلام" بين الإسرائيليين والفلسطينيين، متسائلاً عما إن كانت هذه المهمة الجديدة، محاولة لغسل يديه من الدماء، بعد الكارثة التي تسببت فيها رفقة بوش، بعد غزو العراق وقتل مئات الآلاف من الأبرياء كنتيجة لذلك.
الكاتب البريطاني أوضح أن تعيين بلير كان سبة بالنسبة للعرب والبريطانيين الذين فقدوا أقاربهم في حربه المخزية، مشيراً إلى أن الشخص الذي لم يقدم اعتذاره يوماً عن كوارثه السياسية، ظهر ببساطة بالقدس، بعد مرور أربع سنوات، برفقة فريق أنفق الملايين على التجهيزات والرحلات الجوية، ولم ينجح في تحقيق أي شيء يذكر، طيلة ما يقارب العقد من الزمن.
وتمنى روبرت فيسك، لو أن توني بلير قام بالتنحي قبل عامين، بعدما وصف القادة الفلسطينيون أنفسهم عمله بـ "عديم الجدوى". كما اعتبر أن (إسرائيل) لم تكن لتصفه على هذا النحو في أي حال.
وأشار أيضاً إلى أنه بعد تنديده بحملة تهدف لـ "نزع الشرعية" عن إسرائيل، تحدث بلير عن كون هذا الأمر يمثل انحيازا "مهيناً للإنسانية"، وهي حسب فيسك الكلمات التي تفادى بلير استخدامها في وصف سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين الفلسطينيين بغزة، على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
في الختام، رأى الكاتب البريطاني أنّ العرب سيتعين عليهم أن يتريثوا ليروا إن كانت الرباعية الدولية ستقترف نفس الحماقة، عبر تعيين مرشح لا يليق بالمنصب بشكل سافر، وهي المهمة الشاقة، رغم حديث العديد من الأشخاص من المنطقة عن ضرورة التخلي عن العملية برمتها. وأضاف "قبل ثمانية أعوام كانت هناك حظوظ ضئيلة بإقامة دولة فلسطينية. أما اليوم فلم تعد هناك أي فرص قائمة".