قال روبرت تيرنر، مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في قطاع غزة المستقيل، إن "الإحباط والغضب"، يسيطران على القطاع.
وأكد تيرنر الذي تقدم باستقالته من منصبه الأربعاء الماضي، وستدخل حيز التنفيذ في شهر يوليو/ تموز المقبل، إنه قرر ترك الوكالة لأسباب "شخصية بحتة".
وأضاف في تصريح لوكالة "الأناضول" للأنباء "أمضيت في غزة (3) سنوات، بعيدا عن أسرتي وأهلي، فأنا أحتاج إلى أن أجتمع معهم مرة أخرى، وأن يكونوا في مقدمة اهتماماتي في الوضع الحالي".
وتابع "الناس بقطاع غزة غاضبون ومحبطون، من الوضع القائم حالياً، ومن عدم وجود حكومة سياسية تهتم بهم، وتهتم بما يمكن عمله لإصلاح أوضاعهم (..) الناس هنا متعلمون ويحتاجون لحكومة توفر لهم فرص عمل وحياة كريمة".
وطالب تيرنر السياسيين الفلسطينيين، باتخاذ "قرارات يكون من شأنها حل المشاكل الإنسانية التي يعيشها السكان".
ويعيش حوالي 1.8 مليون مواطن في قطاع غزة واقعا اقتصاديا وإنسانيا قاسيا، في ظل تشديد الحصار الإسرائيلي، المستمر منذ نحو 8 سنوات.
ويرى تيرنر أن الوضع الإنساني الصعب في قطاع غزة قابل للتحسن، مضيفا "ما زلت أؤمن أن هناك وقت لحل المشكلة، بل يجب علينا حلّها، حتّى يتمكن سكان قطاع غزة من إعادة تأهيل حياتهم".
ويشدد تيرنر على أن تجربة عمله في قطاع غزة، كانت "ثرية جداً"، مضيفا "سأظل أفخر كثيرا بمنصبي كمدير عمليات أونروا".
ويذكر تيرنر، أنه يغادر وكالة أونروا، في وقت "تعاني فيه نقصا كبيرا في التمويل".
وأضاف "لا يتوفر تمويل في الوقت الحالي يتناسب مع حجم المصاريف التي من المفترض أن توفّرها أونروا لبرامجها".
وأوضح المسؤول الأممي، أن وكالة أونروا، "لم تتخذ أي قرار حتّى اللحظة يقضي بوقف أي من برامجها الحالية بالقطاع"، لافتاً إلى "وجود عدة خيارات بديلة عن وقف البرامج في حال استمرت الضائقة المالية".
وبيّن في حديثه أن "أونروا تعوّل على الدول المانحة لتقديم المساعدات المالية لضمان استمرار عمل البرامج المختلفة بغزة".
وحول ما سيفتقده تيرنر، حال مغادرته لقطاع غزة، الشهر المقبل، قال:" سأفتقد الناس بغزة، وإصرارهم، وتحديهم ومقاومتهم للأوضاع والظروف الصعبة التي يعيشونها، كما سأفتقد حبّهم للحياة".
ويتابع "أكثر الأمور التي أثّرت على شخصيتي خلال عملي في قطاع غزة ولن أنساها أبداً، هو رؤية موظفي (أونروا) في مراكز الإيواء والتوزيع، وكانوا يقدمون المساعدة لكل من يلجأ لتلك المراكز الخدمات الإنسانية في فترة الحروب".
ويتمنى تيرنر أن يزور قطاع غزة، عقب استقالته، بشكل "شخصيّ"، على أن تكون "أصبحت جزءاً من دولة فلسطينية مستقلة".
وكان تيرنر قد بدأ عمله مع الوكالة في الأول من مايو/أيار عام 2012.
وخلال عمله في غزة، شهد تيرنر جولتين من الهجوم الإسرائيلي على القطاع، الأولى في نوفمبر/تشرين ثاني 2012، والثانية في 7 تموز/يوليو الماضي والتي استمرت 51 يوماً.