قائمة الموقع

غزة: طفل يقع ضحية عمه في ترويج المخدرات

2015-06-08T13:54:15+03:00
صورة ارشيفية
غزة-شيماء مرزوق

لم يشفع له صغر سنه الذي لم يتجاوز (14 عاما) ليمنع عمه الأربعيني من استغلال براءته في ترويج المخدرات وتوصيلها إلى التجار، على اعتبار أن صغر سنه سيبعده عن الشبهات.

حمل الفتى حقيبة تحتوي عقار (الترامادول) وانطلق بها الى المكان الذي حدده له عمه، حيث سيكون في انتظاره رجل يستلم منه المخدرات، لكن حظ الفتى السيء أوقعه في فخ مكافحة المخدرات التي كانت على علم ان عمه يستغله في التوسط وتوصيل المخدرات فألقت القبض عليه من الفور.

النيابة استجوبت الفتى الذي أقر بان عمه هو من أرسله بالمخدرات لتوصيلها بالتاجر لكن عمه نفى وحاول التملص من التهمة، بالقول ان الفتى غير مدرك لتصرفاته وان هناك من يستغله في هذه الاعمال.

النيابة استندت على تحريات مكافحة المخدرات التي كانت على علم بان العم يعمل في تجارة المخدرات ويستغل الفتى في توصيلها، كما انه سجن عدة مرات على تهم لها علاقة بالمخدرات.

النيابة وجهت للفتى القاصر تهمة حيازة (الترامادول) كمادة مخدرة بقصد التوسط والتوصيل خلافاً للمادة 1،2،28، 35، 41 من قانون المخدرات رقم 7 سنة 2007.

الفتى جرى تحويله إلى مؤسسة الربيع الخاصة بالأطفال الاحداث فهو قاصر ولم يبلغ السن القانوني، وقضى فيها مدة ستة شهور حتى موعد الجلسة النهائية للمحكمة.

وفي قاعة المحكمة حضر الفتى وذووه وممثل عن مؤسسة الربيع، حيث طالب وكيل النيابة بتوقيع العقوبة المنصوص عليها قانوناً بحق المدان مع مراعاة انه ما زال حدثا.

وحاول وكيل المتهم استعطاف المحكمة للعفو عن الفتى بالقول "اعتراف المدان دليل على التوبة والندم وهو صغير السن وليس له سوابق وسجله نظيف، وقد غرر به وهو موقوف على ذمة القضية منذ عدة شهور وحفاظاً على مصلحته نلتمس الاكتفاء بمدة التوقيف".

ممثل مؤسسة الربيع أفاد بان الطفل عندما دخل المؤسسة لم يكن سلوكه سيئا ويشير الى طبيعة الجريمة الموقوف عليها ومن خلال البرامج الارشادية تحسن سلوكه الى درجة كبيرة وملحوظة، قائلاً "نوصي بمراعاة ظروفه والعمل على اخراجه من السجن اذا ما أمكن ذلك أملاً في ان يكون شخصا صالحا في المجتمع".

المحكمة بدورها اقتنعت بان الطفل بحاجة الى فرصة لإصلاح سلوكه وان يصبح شخصا فاعلا في المجتمع، ولذلك حكمت المحكمة بكفالة حسن سير وسلوك ولي أمره، على مبلغ وقدره عشرة الاف شيكل لمدة سنة ومصادرة المادة المضبوطة.

وفي تعقيبه على الملف القضائي أكد الأخصائي النفسي اسماعيل ابو ركاب أكد أن أخطر ما في القضية ان مفهوم الشخصية عند الطفل يبدأ بالتكون من سن 9 سنوات حتى 18 سنة وبالتالي فان الاطفال الذين يتعرضون للإكراه في ارتكاب بعض السلوكيات الاجرامية تنمي لديهم شخصية مضطربة واجرامية خاصة اذا كانت البيئة الحاضنة له اجرامية.

وبين ان الطفل في هذه الحالة تنمو لديه شخصية مضادة للمجتمع فيصبح يتلذذ بإيذاء الاخرين ويصبح لديه قناعة بان المجتمع سيء وظالم ومن ثم تتكون لديه شخصية اجرامية.

واعتبر ابو ركاب ان الخطورة الكبيرة في حالة سجن الحدث ان المؤسسات التي يتم توقيفه بها قد لا تلتفت الى الطريقة المناسبة للتعامل معه، موضحاً ان مؤسسة الربيع تنبهت مؤخراً وبدأت تعزز ثقافة احترام الذات عند الموقوفين لديها.

وأشار الى ان الخطورة الكبيرة تكمن في وصم الطفل بسلوكه او الجريمة التي قام بها، قائلاً "يجب ان يتعاملوا مع الطفل بطريقة تنمي سلوكه لاحترام ذاته.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00