يتجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نحو تكليف رئيس وزرائه أحمد داود أوغلو بتشكيل حكومة جديدة بعد يومين من الانتخابات التشريعية التي لم يتمكن فيها حزب العدالة والتنمية الحاكم من الحصول على الغالبية المطلقة في البرلمان.
ودعا أردوغان أمس الاثنين إلى تشكيل حكومة ائتلافية، مطالبا الأحزاب بالتصرف بـ"مسؤولية" حفاظا على استقرار البلاد، وذلك وسط سيل من التكهنات التي تغذيها تصريحات مقتضبة لوزراء ونواب ومن جميع الاتجاهات حول سيناريوهات غير مؤكدة تتعلق بتركيبة الحكومة الجديدة.
وطبقا للإجراءات المعتادة، سيقدم داود أوغلو استقالة حكومته إلى الرئيس الذي سيطلب منه بصفته رئيسا للحزب الذي حل أولا تشكيل حكومة جديدة. وكان داود أوغلو عقد أمس الاثنين اجتماعا مغلقا مع أعضاء مجلس الوزراء واللجنة المركزية للحزب بمقره العام.
وكان محمد علي شاهين نائب رئيس حزب العدالة والتنمية أكد أن الحزب "باعتباره أكبر وأقوى حزب حسب نتائج الانتخابات الأخيرة، سيواصل في المرحلة الجديدة العمل بسياسته التي تتمثل في وضع مصلحة الدولة على سلم أولوياته".
تقييم مستمر
وفي معرض رده على سؤال عن التوجه نحو انتخابات مبكرة أو تشكيل حكومة ائتلافية، قال شاهين "لا أستطيع الإجابة عن هذا السؤال في الوقت الحالي، لأن عملية التقييم لا تزال مستمرة".
من جهته، قال الرئيس المشارك لـحزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرطاش إن على تركيا ألا تخاف من الائتلافات الحكومية لأن الدول تدار بهذه الطريقة، مطالبا حزب العدالة والتنمية بالتعامل مع حزبه بندية.
وكانت تركيا شهدت الأحد انتخابات برلمانية أدلى فيها 47 مليونا و462 ألفا و695 ناخبا بأصواتهم، وبلغت نسبة أصوات حزب العدالة والتنمية 40.86% خولته الفوز بـ258 مقعدا بالبرلمان.
وحصل حزب الشعب الجمهوري على 24.96% من الأصوات وتمكن من الفوز بـ132 مقعدا، حسب النتائج غير الرسمية.
كما حصد حزب الحركة القومية 16.29% من الأصوات وفاز بـ80 مقعدا، في حين نال حزب الشعوب الديمقراطي -ذو الأغلبية الكردية- 13.12% من الأصوات، التي أهلته لدخول البرلمان لأول مرة في تاريخه حاصدا 80 مقعدا من أصل 550.
يذكر أنه بهذه النتائج يكون حزب العدالة والتنمية الحاكم قد خسر الأغلبية المطلقة في البرلمان، كما أنها لم تمنح أي حزب تفويضا لتشكيل حكومة بشكل منفرد.
الجزيرة نت