أكدّ صلاح البردويل القيادي في "حماس"، أنّ حركته ترفض أي خطوة انفرادية من حركة فتح اتجاه التعديل الوزاري دون موافقة "حماس"، قائلًا " هذه الخطوة تعني القضاء على التوافق الوطني، وسيكون لنا حديثًا يتعلق بدورنا في هذه الحكومة والوزراء الذين رشحوا من طرفنا".
وهددت حركة فتح باللجوء إلى تعديل وزاري أحادي الجانب، دون أخذ موافقة "حماس"، إن رفضت الحركة هذا التعديل، معتبرة أن ردها "هو تحصيل حاصل"، وفق تصريح لأمين مقبول أمين المجلس الثوري لفتح.
وأضاف البردويل في تصريح خاص بـ""، "الحكومة بالأساس لم تعبر عن الوفاق الوطني، وهي مخطوفة من فتح ورئيسها، وسواء حدث التغيير أم لم يحدث فهو تحصيل حاصل فعلًا، لأنها _أي الحكومة_ لم تعبر يومًا عن المجموع الوطني ومارست التمييز بين الضفة والقطاع".
وأشار إلى أن الحكومة ليست ملك نفسها، وإن أعلنت التغيرات من طرف فتح فهي بذلك " تدق مسمارًا جديدًا في نعش الوفاق".
وحمّل البردويل قيادة السلطة المسؤولية الكاملة عن إنهاء المصالحة، "خاصة وهي من تسيطر على الحكومة وتمنعها من أداء مهامها".
وأوضح أن الحكومة فشلت في إعادة إعمار ما خلفته الحرب، وفي تنظيم الانتخابات التي لا يرغب بها عباس ويتلكأ في إجرائها، عدا عن دورها في تعزيز الانقسام المجتمعي " فلم تصالح بين الناس، وميزت بين فئاتهم، وكرست حالة الانقسام، وانتهكت مبدأ الحريات"، وفق تعبيره.
ولفت إلى دور الحكومة في ممارسة "أسوأ" أنواع التنسيق الأمني مع الاحتلال "ما يعني أنها ليست حكومة الشعب بل هي حكومة السلطة التي تتعامل مع إسرائيل وتدين لها بالولاء والطاعة".
حماس والتهدئة
وفي سياق متصل، استهجن البردويل تهجم قيادات فصائل منظمة التحرير على حركة حماس، واتهامها بمحاولة فصل غزة عن "الدولة الفلسطينية".
وأكد البردويل أن هذا الموقف موجه من السلطة الفلسطينية بالضفة المحتلة، " خاصة وأن بعض هذه القيادات عزفت عن السماع لحركة حماس، سواء عن عمد أو جهل، وانساقت بنفس الاطار الإعلامي". وفق قوله.
وقال البردويل " حماس لديها قيادة واعية ومحددات سياسية واضحة، وهامش من المناورة محسوب، والجميع يدرك أنها لن تغادر مربع المقاومة وتحرير فلسطين".
وأكدّ أن حركته تشرك فصائل المقاومة في جهودها السياسية، مضيفًا " كل الخطوات التي نقوم بها، نفكر فيها بصوت عال مع فصائل المقاومة، ونشاركهم معنا في التفكير، بغرض بلورة رؤية فلسطينية موحدة نخترق من خلالها الواقع الراهن".
وفي سياق اخر نفى البردويل ما تردد عن ترتيبات تجريها قيادة الحركة مع الجانب المصري بغرض زيارة القاهرة، موضحًا أن الأمر تعلق بزيارة مرور للدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة عبر القاهرة، وأنه لا يوجد أي ترتيبات لزيارة الحركة لمصر.
وفتحت السلطات المصرية معبر رفح لمدة أربعة أيام هذا الأسبوع، وسمحت بإدخال كميات من مواد الاسمنت، في خطوة عدها المراقبون مؤشرًا لإنفراجة في المواقف بين الجانبين.