غزة – الرسالة نت
استهجنت رئاسة المجلس التشريعي الفلسطيني قيام بعض الزعماء العرب بتهنئة الكيان الصهيوني على احتلاله أرض فلسطين في ذكرى ما يسمَّى "تأسيس دولة الكيان"، في ذات الوقت الذي جددت فيه الإدارة الأمريكية بقيادة أوباما التزامها التام بدعم مواقف الكيان الصهيوني وسياساته إستراتيجيًَّا.
وقالت رئاسة "التشريعي" في بيانٍ لها "إن إقدام بعض الزعماء العرب على تهنئة الكيان الصهيوني في الذكرى الثانية والستين لتأسيسه المشؤوم؛ تشكِّل اعترافًا عربيًّا باحتلال أرض فلسطين بالكامل، ونسفًا للحق الفلسطيني الخالد في أرض فلسطين التاريخية المباركة".
وأكدت أن ذلك يشكِّل انحيازًا إلى الرؤية والمواقف والسياسة الصهيونية الإرهابية؛ حيث بُني الكيان الصهيوني المسخ على دماء الأبرياء من أبناء شعبنا الفلسطيني وأشلائهم وجماجمهم، وكذلك يشكِّل طعنة خطيرة للحقوق الفلسطينية المشروعة غير القابلة للنقض أو المساومة أو التنازل بأية حال من الأحوال.
وأضاف البيان أن "تهنئة العدو الصهيوني بذكرى تأسيسه المشؤومة تعني إقرارًا بكل الأعمال والإجراءات والممارسات والسياسات التي اقترفها بحق شعبنا الفلسطيني منذ النكبة وحتى اليوم"، مؤكدًا أن ذلك انسلاخٌ عن المواقف والثوابت العربية والإسلامية الأصيلة التي ترى في الكيان الصهيوني كيانًا مجرمًا إرهابيًّا، ولا يمكن التعايش معه أو الاعتراف بشرعية بوجوده على الإطلاق.
وأشار البيان إلى أن تهنئة العدو الصهيوني في ظل استمرار فرض الحصار على غزة الذي تشارك بعض الأنظمة العربية فيه؛ تشكِّل مفارقة خطيرة وحالة تناقض معلنة ومكشوفة مع القيم والمبادئ العربية والإسلامية، وانكشافًا فاضحًا للموقف العربي الراهن الذي يمتهن التواطؤ مع الاحتلال في بعض الحالات ويصمت عن جرائمه في بعضها الآخر.
ودعا الأنظمة العربية إلى مواجهة المخططات والسياسات الصهيونية العنصرية بدلاً من تهنئة الكيان في ذكرى اغتصابه الأرض والحقوق، وبدلاً من ممارسة الاستقواء على أهل غزة والمشاركة في فرض الحصار على شعبها المعطاء نتيجة اختياراته الديمقراطية.
وبيَّن أن "المواقف الأمريكية الأخيرة تنزع آخر أوراق التوت عن العورة الأمريكية المفضوحة التي حاولت ستر السياسة الأمريكية إزاء قضيتنا الفلسطينية وقضايا المنطقة العربية والإسلامية منذ انتخاب أوباما"، مشددًا على أن "إدارة أوباما باتت تمارس سياساتها وتتخذ مواقفها بشكل وقح ومكشوف اليوم دون أن تلتفت إلى معاناة شعبنا المذبوح في غزة، أو تُعر اهتمامًا للإجرام والاستباحة الصهيونية المتواصلة بحق أرضنا وشعبنا ومقدساتنا".
ومضى بيان رئاسة "التشريعي" يقول: "إن سقوط إدارة أوباما بالكامل في الحضن الصهيوني يجب أن يستدعي موقفًا عربيًّا حازمًا ينفض عن الأنظمة العربية غبار التبعية والهوان، ويشكِّل حالة ضاغطة وموحدة في مواجهة الانزلاقات الأمريكية المتواصلة".
وأكد أن "إدامة الرضوخ للإملاءات والضغوط الأمريكية من شأنها أن تضاعف حالة الاحتقان في عموم الأمة العربية، وتكرس الهوة والفجوة بين الأنظمة وشعوبها، وتسهم في مزيد من التغول الصهيوني على حقوق شعبنا وأمتنا دون أي رادع عربي حقيقي".