قائد الطوفان قائد الطوفان

مهنة موروثة

ربع قرن والصياد "أبو محمود" عالق في حب شباكه

الصياد هاني العاصي
الصياد هاني العاصي

الرسالة نت- محمد عطا الله

تدنو خيوط الشمس للغروب، فيما ترسو مراكب الصياد هاني العاصي وسط البحر لتضع شباكها منتظرة أن تثقل بأسماك الرزق المنتظر، ثم يعود في الصباح حاملا معه قوت أبنائه كل يوم.

بجانب أمواج البحر المتلاطمة في ميناء غزة يقف الخمسيني "ابو محمود" رفقة أبنائه الأربعة وممسكًا بخيوط غزل الصيد لتجهيز شباكه لرحلة صيد جديدة.

ويقول العاصي لـ "" عن مهنته في الصيد والذي أمضى 38 عاما بها "تعلمت الصيد مذ كان عمري 11عاما، فكنت أرافق أبي وجدي في رحلات الصيد حتى أصبحت صيادا بالوارثة".

وأضاف الرجل عريض المنكبين أن مهنة الصيد متوارثة لدى عائلته فهو يعمل رفقة أبنائه وأخوته الذين تعلقت حياتهم بالبحر.

ورغم التقدم الكبير في عمر والده إلا أنه يعتبر "ريس بر"، على حد تعبيره، فهو الذي يرشدهم على الأيام التي يكون فيها الصيد وفير ويتلقون منه التعليمات كونه ذو خبرة كبيرة في الصيد.

ويقضى العاصي في رحلته الواحدة يوما كاملا مما يجعله لا يرى أفراد عائلته أثناء عمله، ويعود في اليوم التالي محملا بقوتهم وبأشواقه لهم، على حد قوله.

ويتابع "رغم أن هذه المهنة تسرق مني جل وقتي عن عائلتي إلا أن حب البحر معلق في قلبي ولا أستطيع البعد عنه ولو ليوم واحد فقد أصبح بيتي الثاني".

ويؤكد الرجل صاحب البشرة القمحية وهو يغزل شباك صيده مستعداً لرحلة صيد جديدة، أن مهنته أصبحت مغمسة بالدماء في ظل المعاناة اليومية التي يتعرض لها الصياد الفلسطيني، فلا يوجد يوم يمر به دون أن يتعرض لمضايقات من بحرية الاحتلال (الإسرائيلي).

يتوقف العم "أبو محمود" عن حديثه برهة ليلقي بناظريه نحو أمواج البحر الذي يحمل قاربه ويحمل معه الكثير من المعاناة، ثم يكمل" بداية عملي وعندما كنت على متن مركبي كل ما يشغل تفكيري هو الحصول على السمك، لكن اليوم أصبح كل تفكيرنا كيفية ابعاد الطراد الاسرائيلي عنا وتجنبه".

وعن رحلته اليومية قال العم أبو محمود أن قواربه الصغيرة تتحرك وأمامها اللنش الكبير قبل غروب الشمس فهو يعتمد في صيده على انارة الكشافات المتراصة أعلى مركبه، وعند اشتداد سواد الليل يبدأ في انارتها كي تجتمع الأسماك عليها ثم يشرع في رمي شباكه لاصطيادها.

ويلفت المعيل لسبعة من أبنائه أن موسم الصيد يبدأ منذ منتصف الشهر القادم ويستمر حتى منتصف شهر 6 حيث يكون الصيد وفير، ثم يتراجع تدريجاً.

وتتنوع لدى العم أبو محمود أدوات صيده فكل نوع من أنواع السمك له غزل خاص به، لكن أغلب الأنواع التي يصطادها من السمك هي السردين والاسكملبة وهي النوعين الأكثر وفرة مقارنة بالأنواع الأخرى.

ويشكو الصياد العاصي من مسافة الصيد المحدودة والتي يمنعهم الاحتلال من تجاوزها بعد أن كان في السنوات الماضي يتجاوزن الـ20 ميلًا فيما تقلصت المساحة لـ5 أميال في الوقت الراهن.

ويتمنى العاصي أن يفك الحصار البحري عن قطاع غزة من أجل أن تتحسن ظروف مهنته، التي يطمح أن يورثها لأحفاده.

البث المباشر