أعلنت المعارضة السورية المسلحة، اليوم الأربعاء، أنها سيطرت على حي الراشدين بمدينة حلب شمالي سوريا, وتحاول اقتحام "مدينة البعث" بمحافظة القنيطرة جنوب دمشق, في حين واصل طيران النظام الحربي غاراته على ريف دمشق ومناطق سورية أخرى مخلفا مزيدا من الضحايا.
فقد قالت غرفة عمليات فتح حلب -التي تضم فصائل وألوية مختلفة- إنها سيطرت اليوم بالكامل على حي الراشدين الذي يقع في الناحية الغربية لمدينة حلب ضمن معركة بدأتها هذه الفصائل الاثنين الماضي.
وكان مراسل الجزيرة قال في وقت سابق اليوم إن مقاتلي المعارضة استولوا على مبان في حي الراشدين غربي مدينة حلب, إثر هجوم شنته على قوات النظام المتمركزة في المنطقة.
وتحدث ناشطون في الوقت نفسه عن مقتل عدد من جنود النظام إثر تدمير مقر لهم في حي كرام الطرب بمدينة حلب التي هاجمتها المعارضة أول مرة في صيف عام 2012 لتصبح لاحقا مقسمة إلى قسمين.
وقررت الفصائل في حلب بدء معركة للسيطرة على الأحياء الغربية الخاضعة للنظام بعد نجاح جيش الفتح -الذي يضم فصائل أبرزها جبهة النصرة وحركة أحرار الشام- في السيطرة على محافظة إدلب بشكل شبه كامل خلال أسابيع قليلة.
وبصورة متزامنة, أعلنت الفصائل التي تخوض معركة "نصرة لحرائرنا" بمحافظة القنيطرة جنوب غرب دمشق أنها سيطرت اليوم على تلين "قرين" و"بزاق" القريبين من مركز مدينة القنيطرة إثر اشتباكات مع قوات النظام.
وفي وقت لاحق اليوم, قال ناشطون إن قوات المعارضة -بينها جبهة النصرة- بدأت اقتحام مدينة الشهداء "البعث" في مركز القنيطرة, وتحدثوا عن "أرتال عسكرية ضخمة" للمعارضة.
من جهتها نقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر عسكري أن الجيش دمر تجمعات من وصفهم بـ"إرهابيين" في بلدات تقع على الحدود بين محافظة القنيطرة وريف دمشق الغربي.
وفي محيط دمشق, قال جيش الإسلام إنه أفشل محاولة من قوات النظام لاقتحام الغوطة الشرقية من منطقة مستشفى حرستا, وأضاف أنه كبدها أكثر من ثلاثين قتيلا.
ميدانيا أيضا, أفاد ناشطون بمقتل شخص واحد على الأقل اليوم الأربعاء جراء غارات لطيران النظام السوري على بلدة حمورية بريف دمشق.
وتأتي الغارات على حمورية بعد أقل من يوم على قصف مدينة دوما بريف دمشق أيضا مما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى بين المدنيين.
وقالت مراسلة الجزيرة إن عدد الضحايا في دوما ارتفع إلى 18, وتحدثت مصادر أخرى عن أكثر من حصيلة تتجاوز ثلاثين قتيلا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات النظامية قصفت دوما أمس بصواريخ إيرانية الصنع من طراز "الفيل".
ونفت مصادر طبية للجزيرة ادعاء مواقع موالية للنظام على شبكة الإنترنت بأن يكون القتلى في دوما من مقاتلي المعارضة السورية المسلحة. وأكدت أن الضحايا مدنيون وبينهم سبعة أطفال وعشر نساء.
وفي محاولة للإيحاء بأن من يُقتلون جراء القصف هم من مسلحي المعارضة, تحدثت وسائل الإعلام الرسمية السورية عن قتل عشرات "الإرهابين" خلال ضربات جوية استهدفت مناطق بريف دمشق أمس واليوم.
وقد أفاد ناشطون بأن طائرات "سوخوي" حديثة الصنع شنت اليوم ما لا يقل عن 15 غارة على بلدة ومخيم خان الشيخ بريف دمشق الغربي, في حين تحدثت وكالة الأنباء السورية عن مقتل عشرات المسلحين وتدمير مستودع ذخيرة في محيط بلدتي خان الشيح وبيت جن.
من جهة أخرى قتل تسعة أشخاص إثر سقوط قذائف بعد منتصف الليلة الماضية على ساحة عرنوس والعدوي وسط العاصمة دمشق.
وتجددت اليوم الغارات على مناطق بحلب شمالي سوريا, وتحدث ناشطون عن إصابة ثلاثة أطفال في غارة على حي بستان القصر, الذي يوجد فيه معبر بين الأحياء الشرقية الخاضعة للمعارضة, والغربية الواقعة تحت سيطرة النظام.
المصدر : الجزيرة + وكالات