لاتزال مشاهد الحرب الأخيرة صيف العام الماضي حاضرة في ذاكرة الغزيين، رغم مرور قرابة عام على انتهاءها، وذلك تزامنًا مع قدوم شهر رمضان.
قرابة عام واحد لم يكن كفيلًا لنسيان العائلات الغزية، لا سيما التي هدمت بيوتهم كليًا أو جزئيًا، مشاهد الألم والحزن التي عصفت بقطاع غزة، صيف العام الماضي.
لكن ما يثير الجدل أن قدوم رمضان أصبح هاجسًا لدى المواطنين، تلك هي أحوال الغزيين، الذين تركت فيهم الحرب خوفًا بالتزامن مع بدء شهر الرحمة والمغفرة.
وبات الاحتلال يهدد بشن عملية عسكرية ضد قطاع غزة، صيف العام الجاري، الذي يصادف حلول رمضان، والتي كان آخرها ما قاله رئيس كتلة حزب "(إسرائيل) بيتنا" المعارض افيغدور ليبرمان "سيكون الصيف المقبل حار على حماس، وسنشن مواجهة عسكرية جديدة معها".
رصدت ردود أفعال العائلات الغزية، حول ذكريات قدوم شهر رمضان بإمكانية شن حرب جديدة.
عائلة أبو علاء- اكتفت بهذا الاسم- إحدى العائلات التي تسكن في منطقة شرق حي الشجاعية، طالها بعض مشاهد الحرب العام الماضي، من خلال الاستهدافات المتكررة والقصف (الإسرائيلي) الذي طال معظم منطقة سكنه.
ويبدو أن علامات الخوف عادت ترافق عائلته المكونة من سبعة أفراد، خاصة الأطفال منهم مع قدوم شهر رمضان المبارك، يقول أبو علاء "الخوف يجتاح عائلتي وهاجس الحرب يلاحقنا"، مستدركًا في الوقت ذاته "مشاهد الخوف والقلق من الحرب ما زالت حاضرة حتى اللحظة في اذهاننا".
ويسترجع الخمسيني وأبناءه خلال جلسة عائلية، ماضي الحرب الأليم، إذ بأطفاله يسألونه بكل براءة "بابا ! في حرب جديدة في رمضان الي جاي؟".
وما أصاب عائلة أبو علاء ربما تكون أقل ما ألمّ بعائلات أخرى، التي حلّت بها مأساة ومعاناة كبيرة، نتيجة فقدانها أبناءها أو تدمير بيتها بشكل كلي أو جزئي.
أما عائلة أبو عمر أبو طه، فمازالت تتألم من قسوة مشاهد الحرب التي لا يمحوها أعوام كثيرة، بعد تدمير منزلهم الواقع في منطقة حي الصبر شرق غزة، بشكل جزئي.
فيقول أبو طه صاحب الخمس وأربعين عامًا وملامح الخوف تسيطر على محيا أفراد عائلته جميعًا "ما زلنا نعاني من ويلات الحرب، ومازالت "كوابيسها" تلاحق أطفالي وعائلتي، بل أنها سببت لهم صدمة كبيرة".
ويشير بإصبعه إلى منزله المدمر جزئيًا مضيفًا "لم أستطع حتى اللحظة إعادة بناء ما دمره الاحتلال خلال الحرب (..) وكلما ننظر إلى منزلنا نسترجع معاناتنا في الحرب الأخيرة"، متمنيًا "إلا تعود الحرب مجددًا".
ومازال الغزيين يكتوون بنار الحرب رغم قرابة مرور عام عليها، إلا أن ذلك لم يكن كفيلًا بنسيان مشاهد الرعب والخوف التي دبت بهم صيف العام الماضي، حتى أن الخوف بات يلاحقهم مع اقتراب شهر رمضان المبارك.
وشن الاحتلال (الإسرائيلي) عدوانًا على قطاع غزة في شهر رمضان العام الماضي، أدت إلى استشهاد أكثر من ألفي مواطن، وإصابة الآلاف، إضافة إلى تدمير مئات المنازل منها بشكل كلي أو جزئي.