لم يكن يتوقع أكثر المتابعين للمنتخب الوطني الفلسطيني، رؤية النجم الدولي سامح مراعبة في صفوف الفريق مجددا، بعدما خرج من سجون الاحتلال في ديسمبر الماضي، عقب حوالي 7 شهور قضاها في الزنازين.

مراعبة الذي عانى الأمرّين في سجون الاحتلال، أثبت للعالم أن الأسر لم ينسه طريق الوصول للشباك، وذلك بعدما أحرز هدفين جميلين في شباك ماليزيا (6-0) الأسبوع المنقضي، خلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018 وأمم آسيا 2019.

ظروف الاعتقال

ويُعيد نجم الوطني البالغ من العمر "23 عاما" بذاكرته للوراء، حين يذكر لـ"الرسالة نت" ظروف اعتقاله خلال عودته من معسكر خارجي للمنتخب من دولة قطر في الثامن والعشرين من أبريل 2014، استعدادا لخوض بطولة التحدي التي استضافتها جزر المالديف آنذاك، وأحرز لقبها "الفدائي" بعد ذلك.

ويقول: "أوقفني عدد من جنود الاحتلال على معبر الكرامة الحدودي من القرب من أريحا، ثم اقتادوني لسجن مجدو وهناك وضعوني في العزل الانفرادي 45 يوما".

ويضيف: "تعرضت للإهانة كثيرا خلال فترة تواجدي في السجن، ومددت سلطات الاحتلال فترة اعتقالي 8 مرات دون أي قرار من المحكمة".

وعبّر مراعبة عن سعادته، عقب قرار سلطات الاحتلال بالإفراج عنه في السابع من ديسمبر الماضي، واصفا مدة تواجده في السجن بـ"الأصعب" في حياته.

دوري المحترفين

وفاجأ مراعبة الشارع الرياضي الفلسطيني، عندما قرر العودة لممارسة كرة القدم بعد شهر تقريبا من الإفراج عنه، وتحديدا من بوابة شباب يطا، الذي وقّع معه عقدا لمدة 4 شهور في دوري المحترفين بالضفة المحتلة.

وشارك النجم الدولي مع يطا في إياب دوري المحترفين، وأحرز 5 أهداف خلال المباريات التي لعبها، ليثبت أنه عازم على العودة للتألق في الملاعب الفلسطينية.

وعن بقائه مع يطا الموسم المقبل، رغم هبوط الفريق لدوري المحترفين الجزئي، أكد مراعبة أن عقده انتهى مع النادي، وتلقى مؤخرا عدة عروض رسمية من شباب وأهلي وشباب الخضر، مشيرا إلى أنه ربما يوقّع مع الأخير، كونه يضم شقيقه "محمد" نجم المنتخب الأولمبي.

العودة للمنتخب

وعقب نهاية دوري المحترفين الموسم المنقضي، الذي أحرز لقبه شباب الظاهرية، ضمّ عبد الناصر بركات المدير الفني للمنتخب الفلسطيني، مراعبة للتشكيل استعدادا لخوض التصفيات الآسيوية "المزدوجة".

وأثبت مراعبة أنه على قدر المسؤولية، ولم يخذل ثقة بركات به، وذلك عندما أحرز هدفين في مرمى ماليزيا خلال انتصار المنتخب الكاسح (6-0)، في الجولة الثانية من التصفيات، علما أنه شارك في التشكيل الأساسي، على عكس اللقاء الأول أمام السعودية (2-3) الذي دخله في آخر 15 دقيقة.

وبتألقه في دوري المحترفين مع شباب يطا والمنتخب الوطني على حد سواء، قهر مراعبة بإرادته المحتل (الإسرائيلي)، الذي يحاول دوما قتل الحياة الرياضية الفلسطينية.